[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]صالحة أحمد [/COLOR][/ALIGN]

التركيز الجاد والحاد على النهاية التي يرغب بها كل واحد منا، ويسعى إلى الوصول إليها، يجعله يفكر ملياً بالبداية دون أن يستهين أو يستخف بها، حيث ان هذا التركيز الجاد هو ما سيجعله يسلك المسار السليم وبشكل سليم سيحقق له ما يريده، ولكن وللأسف إذ ان هذه النهاية تغيب عن بعض الأشخاص ممن نجدهم يسيرون بخطوات مبعثرة يتعثرون معها، دون أن يتمكنوا من بلوغ مرادهم في الحياة، وهو كل ما يجعلهم أكثر تراجعاً، وفي مصاف كل من يرغب في أن يُعرف على أنه من (المتأخرين)، وهذه الزمرة الأخيرة هي من سنتحدث عنها اليوم، ولكن من زاوية أخرى تتبنى أسرة البيت والمدرسة، التي تأخذ على عاتقها مهمة تربية الأبناء تربية صالحة، تؤهلهم وبشكل جيد لخوض معترك الحياة في المستقبل، أي تلك الزمرة التي لن تعرف بأمر تأخرها إلا حين تدرك ما قد حدث من خلل يُربك توازن الأبناء، الذين وصلوا إلى مرحلة من التوتر نتيجة بداية هشة كانت كذلك فكانوا ضحيته؛ بسببه تمرد (التنمر)، وغياب الردع الحازم والصارم عنه، وهو الذي أدى وفي نهاية المطاف إلى بلوغ تلك النتيجة الحتمية له، أي تلك التي سنسلط الضوء على بدايتها وكيف كانت بالنسبة لكم أيها الأحبة.
لربما نختلف على التعريف الذي يمكن أن نُعرف به التنمر، ولكن ما سنتفق عليه جميعاً هو أنه يسبب الكثير من الأذى على كل من يقع عليه، ويجعله يشعر بأنه الأضعف بين أقرانه ممن يحرصون على بث تلك المشاعر فيه؛ ليبدو متردداً مهزوزاً كل الوقت، لا يستطيع التركيز بحياته وعلى أي شيء فيها؛ نتيجة لخوفه من الخطر الذي يكون بأشكال مختلفة تترك ضرراً جسدياً ونفسياً يعبث به ولفترة طويلة من الزمن، وقد يكون إما بالضرب والاعتداء الجسدي، أو التنابز بالألقاب، أو الاعتداء اللفظي أو المكتوب، أو الإكراه، وغيرها من الأشكال التي تسلبه حقه من التمتع بحياة خالية من الهموم، التي تجعله يرغب في العزلة أكثر من أي شيء آخر، والفضل كله لذاك التنمر الذي يصبح كقرين مزعج يداوم على إزعاجه كل الوقت؛ لأنه وإن غاب عنه إلا أن شبحه سيحرص على أن يطل عليه بين الحين والآخر؛ ليذكره بتفاصيل الأذى الذي يلحق به، وهو ما يجعله يتأخر بحياته ويتراجع بها دون أن يُنجز أبداً، وسيظل على حاله حتى يجد المساعدة التي ستنقذه وتخرجه من الوضع الذي يُغرقه ويسحبه إلى الأسفل. الحياة مدرسة كبيرة نتلقى فيها كل الدورس والعبر، والحكيم من يخرج منها بأكبر قدر ممكن من الفائدة التي تجعله يتمتع بها، وذلك بغياب من يزعجه أو يتسبب له بأي نوع من الإزعاج الذي يُربك حياته، مما يعني غياب التنمر عنه، التنمر الذي لا يكون في ساحة المدرسة فحسب، بل انه ذاك الذي يخرج عن حدودها؛ ليصل إلى كل من يعاني من الضعف؛ ليصبح وجبة خفيفة لمن يتنمر عليه ويرغب به كلما أراد التلذذ بسلطته التي يستمدها من خضوع وخنوع غيره، وهو ما لا يعتمد في ردعه على تسخير القوى من أجل الحفاظ على سلامته، ولكن ببث شحنة من الأمل والتفاؤل في القلوب تكون حين يبث العدل، وتنتشر ثقافة الحب بين الأفراد. إن ما سنتحدث عنه اليوم هو ما قد وصلنا منكم وعنكم، وهو ما سنتقدم به؛ لنقدمه لكم من خلال صفحة الزاوية الثالثة، فإليكم ما هو لكم.
كلمة أخيرة : أطفالنا أمانة كبيرة لابد وأن نحافظ عليها، وتعرض هذه الأمانة لكل ما يمكن بأن يخدشها بشكل سيضرها وإن كان ذلك على المدى البعيد جريمة لابد وأن نُعاقب عليها، خاصة حين نُطالب بالمساعدة، ولا نجيب ظناً منا بأن الأمر لا يستحق منا التقدم بخطوة جادة، في حين أنه ما يجدر بأن يكون؛ كي ندرك الخطر ونحل المشكلة، ونقدم المساعدة لمن يستحقها، فلا ننتهي بخسارة نسأل الله الا يكتبها لنا (اللهم آمين)، وهي تلك التي وكي نتجنبها فنحن بحاجة لمتابعة صارمة، ولتفاعل حقيقي مع كل المستجدات التي تطرأ على حياة الأبناء.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *