القروض التضامنية وخراب البيوت

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=royalblue]إبراهيم مصطفى شلبي[/COLOR][/ALIGN]

استمعت إلى إعادة لخطبة الجمعة التي ألقاها فضيلة الدكتور آل طالب إمام وخطيب المسجد الحرام وكانت خطبة عصماء تطرق فيها فضيلته لبعض قضايا المجتمع المعاصرة ومن جملة ماتطرق إليه فضيلته السلبيات التي تمارسها البنوك الوطنية بإغراء فئات المجتمع بالقروض الميسرة ونصب حبائلها لإغراق أكبر عدد من المواطنين للوقوع في شراكها وتكبيلهم بالديون وجذبهم بصورة مغرية براقة إلى ذل النهار وهم الليل (الدين) فهذه البنوك تأخذ من المواطنين الكثير ولم تقدم للمجتمع شيئا يذكر مع أن أرباحها بمليارات الريالات كما ذكر ذلك فضيلة الدكتور في خطبته ومن آخر المنتجات الإئتمانية التي تقدمها هذه البنوك القروض التضامنية وهي ببساطة عبارة عن قرض تضامني يستهدف الزوج والزوجة ذوي المرتبات العالية وبمبالغ كبيرة وأرباح باهظة لشراء بيت الأحلام تضمنياً فينجرف الزوجان للإستفادة من هذا القرض مهما كانت الأرباح والعواقب الوخيمة التي تعقب هذا الإجراء والشواهد كثيرة في هذا الشأن وبحكم تعاملي مع قضايا الأحوال الشخصية تمر على الكثير من هذه العواقب ونحمد الله أنها قليلة الحدوث في مجتمعنا الطيب ولكن الأمر لايخلو فلكل قاعدة شواذ ولقد شاهدت مشكلة طرحتها احدى المشاهدات في احدى الفضائيات على الإعلامية الناجحة الدكتورة فوزية الدريع تقول المشاهدة في طرحها أنها وقعت فريسة لهذه القروض فبعد أن استفادت هي وزوجها بشراء بيت العمر طلقها زوجها وأتى بأخرى وأخذ يقايضها على حضانة الأطفال بمعنى أن يتم التنازل عن المنزل وتعاهدها بتسديد القرض كاملا مقابل أن يبقى الأطفال في حضانتها مع تحملها كامل نفقاتهم المعيشية فرضخت على مبدأ مكره أخاك لابطل فقد جعلت هذه القروض الأبناء سلعةً للمقايضة وهذه الحوادث ليست مقصورة على اصحاب المستويات المعيشية والتعليمية المتدنيـة بل وتشمل المجتمعات الراقية ذات المستوى المعيشي و التعليمي والثقافي المرتفع والذي أعايشه شخصياً بين فترة وأخرى هذه بعض سلبيات القروض التضامنية وماخفي كان أعظم وعلى المنظرين والباحثين الإجتماعيين وناشطي المجتمع المدني وخطباء الجمعة دراسة هذه المستحدثات الجديدة تحليلا واقعيا مع استخلاص النتايج وبث الوعي للحيلولة دون تفاقم هذه المشاكل وقبل ضياع الأبناء وخراب البيوت العامرة بالحـب والاستقرار العائلي كما على الإستشاريين القانونيين لهذه البنوك وضع آلية مناسبة لضمان حقوق كل طرف من هذه الأطراف وسد الثغرات والهوة العميقة التي تحدثها هذه القروض و للبنوك الوطنية مسؤولية كبيرة ودور مأمول في نهضة الوطن وخدمة أبنائه في بلد يتيح فيه لكل المؤسسات المالية العمل وفق ضوابط معينة دون أن يكبدهم ضرائب أو رسوم من اي نوع فمتى نشاهد هذه الصروح المالية الكبيرة وهي تساهم في إنشاء المعاهد والجامعات والمجمعات السكنية للشباب الراغبين في الزواج والمدارس وفي تعبيد الطرق وفي بناء المستشفيات وهذه أقل الواجبات تجاه بلادنا وأرضها الطاهرة المقدسة وفي هذا السياق فأنني اذكر بنكاً تودع فيه الدولة مليارات الريالات لصالح بعض فئات الموظفين الذين انتهت خدماتهم ولم يفكر هذا البنك يوماً في انشاء ولو عيادات صغيرة لأمراض كبار السن ولا حتى التأمين عليهم صحياً في حين انه يغدق جوائز بملايين الريالات للمودعين في احد فروعه بخارج المملكة رغم ضآلة ودائعهم فمثله تماماً كمثل نبات القرع يمد جذوره وخيراته الى الخارج، قليل من التفاعل يابنوكنا الوطنية فمن القطرة تتكون الأنهار والبحيرات
وقفة:
(المواطنة والوطنية ليست شعارات تردد ولكنها شعور بالمسؤولية وتفان بكل جدية وإخلاص والعمل على رفعة ورفاهية أبناء هذا الوطن وبذل كل غال ونفيس حبا فيه لأنه وطن العزة والكرامة ومهبط الوحي ومهد خاتم الرسالات والمرسلين عليه افضل الصلاة والسلام).

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *