[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]أحمد محمد باديب[/COLOR][/ALIGN]

نعم إن في كل أمة كبار يأتون في فترات هامة من تاريخ الأمة، ولا نعرف قدرهم الكامل إلا عندما يتخذون قرارات كبيرة وهامة مثلهم، قرارات تحتاج إلى الشجاعة والصبر والتفكير السليم ودرس المحاسن والمثالب وقد جاء الملك عبدالعزيز واتخذ قرارات التوحيد لهذه المملكة العظيمة واتخذ على مدى أكثر من أربعين سنة من حكمه للمملكة قرارات مهمة كان من ثمرتها هذه المملكة الغالية ثم جاء الملك سعود لتبدأ حركة التطوير في التنظيم الحكومي والمؤسساتي وبداية حركة التعليم العالي ثم جاء الملك فيصل فجاء بتعليم المرأة وتحرير العبيد والدفاع عن المملكة كبلد عربي مسلم فدعا للإسلامية ونبذ القومية وما أكثر مواقفه السياسية التي أسست لهذا الكيان عزاً عز فيه على من يحاربه أن يستطيعوا تقويضه بل أثبت أنه (الإسلام) هو الشامخ الصحيح، ثم جاء الملك خالد ليأتي بالخير والمشاريع العظيمة والبنى التحتية وتوسيع كل شيء وعم الخير والرخاء ثم جاء الملك فهد فأكد حق الصغير للبقاء كما هو حق الكبير ودافع عن مجلس التعاون ووحد أراضيه وقراراته فتجسد ذلك في تحرير الكويت وتطورت في أيامه قدرات هذا الوطن دينياً وعلمياً ومعلوماتياً وعسكرياً وتوج عهده بنظام الحكم.
ثم جاء الملك عبدالله ليتوج عصره بالحب والانتخابات وحق المرأة في المشاركة في مجلس الشورى والمجالس البلدية وحق التعبير عن الرأي واحترام الرأي الآخر والحوار والحكومة الإلكترونية ومحاربة الفساد فلله دره من ملك وأقول لا فض فوك يا أبا متعب فقد سمعت خطابك في مجلس الشورى وهو خطاب بليغ وجيز عظيم عبرت كل كلمة فيه عن معنى أتمنى أن يفهمه أولو النهى فيتبعونه كما هو لا يخروجونه عن حقيقة معانيه ومدلولاته، إنه قرار حكيم ما أاتخذ مثله منذ عهد النبوة في هذه الجزيرة فلله درك من ملك توجت عهدك بأعظم توسعة للحرم المكي وأعظم تمويل لتأمين السكن للسعوديين وأعظم قرارات لمشاركة المرأة في قرارات مصير هذه البلاد وخططه وإستراتيجيته جعلتها تشعر بعزها الذي منحها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كانت مستشارته أم سلمة رضي الله عنها يأخذ برأيها ويقول برأيها لدى صحابته رضوان الله عليهم، ويعلم المسلمون أن ذلك الرأي هو رأي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها، نعم على الرغم من أن رسول الله كان ينزل عليه الوحي إلا أنه جعل الشورى أساساً في الحكم الإسلامي من الرجال والنساء واليوم رأينا ذلك لأول مرة في بلادنا منذ عهده صلى الله عليه وسلم، فالله أسأله أن يوفقك لتثبيت هذه التجربة عملياً لنقطف ثمارها الطيبة دون أن ندخل في متاهات المدعين العلم أو المتنطعين أو الحساد أو المدعين الفهم الديني أو من يعتقدون أنهم أوصياء على الأمة.
ولي طلب يا مولاي أرجو أن ينال عندكم المكانة الهامة وهي أن نبدأ بعمل انتخاب لأعضاء مجلس الشورى اعتباراً من الدورة القادمة بحيث ينتخب خمسون في المائة من الأعضاء والنصف الآخر يعينون من الدولة يزداد المنتخبون في الدورات التالية وهكذا دواليك ليصبح كل الأعضاء منتخبين ويكون للنساء نسبة من هذا الانتخاب لا تزيد عن ثلث الأعضاء بحيث تصبح النسبة ثلث إلى ثلثين.
كما أتمنى أن تكون دورة مجلس الوزراء كل أربع سنوات وأن لا تزيد دوره الوزير عن دورتين عدا الوزارات السيادية كالخارجية والداخلية والدفاع.
وفقكم الله ورعاكم وسدد في الخير خطاكم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى الأمين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *