القذافي في الحرم والهيئة في المعرض

• خالد محمد الحسيني

خالد محمد الحسيني

بحكم العمل الصحفي شاهدت \”القذافي\” في مكة المكرمة الأولى في 1399هـ أثناء زيارته لأداء العمرة والثانية في 1400هـ عندما حضرنا لقاء \”القمة\” بحضور رؤساء الدول العربية والإسلامية في المسجد الحرام وكلا المرتين كانتا في عهد الملك خالد يرحمه الله وكنت ممثلاً لـ\”البلاد\” في مكة المكرمة.. أما الأولى فقد وصل القذافي بعد الثانية صباحاً إلى الحرم ورافقه الأمير ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة تلك الفترة يرحمه الله وبعد الطواف فُتحت الكعبة وصعد القذافي على السلم الخاص وكان محاطاً بعدد من \”السيدات\” للحراسة وفي منتصف السلم استمعت إلى صوت الشيخ ناصر الراشد يرحمه الله الرئيس العام للحرمين تلك الفترة وهو يقول \”لا تصوير في الكعبة\” فالتفت القذافي إلى حيث الصوت حيث كان مصوره الخاص خلفه في طريقه للدخول للكعبة وعندما تأخر المصور في الاستجابة أشار الشيخ ناصر لأحد العاملين معه وطلب منه انزال المصور.. تلك الفترة كان مدير شرطة المنطقة اللواء علي المشعوف وكان الطواف محاطاً برجال الأمن ونزل المصور ودخل القذافي الكعبة \”للأسف\” وخرج محاطاً بأعوانه، وفي \”المروة\” توجد غرفة للضيوف اتجهنا جميعاً إليها وعند الدخول فاجأ القذافي الحضور بأنه تقدم الجموع ورفع يديه وأمّ المجموعة المرافقة له وبعد السعي خرج القذافي إلى حيث تقف السيارة الخاصة به وفجأة ارتقى \”سقف\” السيارة وردد هو ومن معه \”ثورة عربية.. ثورة إسلامية\” وسط ذهول الناس ورجال الأمن.. أما المرة الثانية في 1400هـ فقد كان القذافي يجلس بالقرب من الكعبة مع رؤساء الدول وحضر هذا اللقاء الملك فهد يرحمه الله وكان كثير الحركة والحديث رغم \”هيبة الموقف\” أردت أن أسرد هذه القصة ونحن نعيش ما فعله القذافي هذه الأيام بشعبه وبلاده… وعلى غير العادة أردت اليوم أن أكتب في أكثر من موضوع فقد بدأنا بالقذافي ونختم بالحدث الآخر وإن كان \”مكرراً\” وهو ما حصل من رجال الهيئة أو الحسبة في معرض الكتاب في الرياض الأسبوع الماضي.
وحقيقة شعرت بأن ما حصل إحراج للدولة ولأبناء الوطن والحضور للمعرض من غير أبناء الوطن لأن الهيئة كان بإمكانها \”الحوار\” والتعامل بالكلمة الحسنى التي يقولون إنهم يسعون إليها في التعامل مع الناس وقد اعتمدت في معلومتي على ما نشرته الصحف المحلية..
والهيئة تعرف أن هذه الطريقة لا تجد من يتجاوب معها أبداً وأسلوب الوعيد والشدّة يزيد الناس بُعداً عن الهيئة فكيف تفوت الهيئة استغلال فرصة هامة مثل مناسبة معرض الكتاب لإثبات حسن النوايا وسلامة التوجه؟! إن ما حصل أمر مرفوض وتصرف لا يليق بالناس مهما كانت المخالفات فالأنظمة لا تجيز امتداد اليد واللسان ويمكن الوصول إلى حلول مقبولة من الطرفين مع توقف أمام الدور الذي كان من الواجب أن تقوم به وزارة الثقافة والإعلام في التنسيق المسبق مع الهيئة بل وإجراء ما يلزم مع الجهات الأخرى حتى لا يشتبك الناس مستقبلاً مع الهيئة ويحدث ما لا نريده.. على الهيئة أن تؤكد ما تتحدث به في الميدان وفي أمثال هذه المواقف مهما كانت المخالفات كما يقولون.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *