القتل على الهواء بدم بارد

• علي محمد الحسون

•• كلنا شاهدنا ذلك – المشهد – الذي كان يمثل القتل على – الهواء – عندما أصيب أحد حراس تلك الصحيفة الفرنسية.. والذي عرف فيما بعد أن اسمه “أحمد” أي فرنسي مسلم، وهو يرفع يده لمن أصابه في قدمه، كان من شدة الألم كأنه يستغيث.. فما كان من ذلك القاتل بلا تفكير أو حتى لمحة إنسانية تتلبسه راح بكل ما يملك من قوة يطلق عليه رصاصة – الرحمة – كما يقال.
إنه مشهد يدل على ما أنطوت عليه نفسه من كراهية قاتلة للآخر.
أذكر عند اغتيال الرئيس محمد أنور السادات أن سمعت أحد هؤلاء الذين يمثلون رجال الدين في بلد عربي ان قال لقد فعلوها الشباب.. كان يقولها بأريحية فائقة لا تدل على ما يظهر عليه من صلاح وتقوى وورع.. هذا الموقف ذكرني به بعض أولئك الذين راحوا يبررون هذا العمل ضد المجلة الفرنسية الساخرة من كل شيء.. ومع أننا ضد هذا الفعل المشين الذي له ردود أفعال قاسية ضد الإسلام والمسلمين.. ذلك الإسلام الذي اتى بالصفح واللين لا بالعنف والكراهية.
إن درة الإسلام هو المصطفى صلوات الله عليه كلنا نعرف ما لاقاه من مشركي قريش من ايذاء في نفسه، وكان يقول اللهم أهدِ قومي أنهم لا يعلمون.. وليس ببعيد قصته مع جاره اليهودي الذي كان يضع أمام منزله تلك – الأوساخ – عندما افتقده فسأل عنه، ومن ثم قام بزيارته والاطمئنان عليه.
إنها صور غاية في السماحة والإرشاد لنا، لكن أين نحن من كل ذلك.. مع الأسف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *