[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عدي شربتلي [/COLOR][/ALIGN]

مقولة سطرتها ريشة الكاتبة غادة السمان في كتابها الأعماق المحتلة، حيث قالت: \”قالوا لي ذات مرة بأن القلم جريمة \”. إن القلم أداة كتابة وأيضاً أداة رسم يُحَول صاحبها إلى أعماقٍ واقعية، ليرسم الحب ويكتب الإنسانية. ولكن هل هما أداة قتلٍ حتى نجعلها جريمةً في حق الكاتب والفنان.
لو أدرنا عبَّارة الزمن إلى الوراء وذهبنا لمعرض الرسام بيكاسو ومزقنا جميع لوحاته أمام ناظريه بحجة أن ريشته -في نظر البعض- جريمة في حق الإنسانية، حينها تُمزع أحاسيسه وتبتر جميع أعضائه ويتفجر دمه، ويموت قلباً وقالباً . لأن الرسم هو ترجمانٌ للغةِ الدم .هناك إذن ..يسأل نفسه حينما تيتّم أعضائه وأنسجته، هل نحن كالطيور المهاجرة صوب الغربة والموت .. نتساقط واحداً بعد آخر . ماذا نفعل حينما يكون عند البعض ( فن التمزيق ) هو هاجسه الرسمي المُعلن بالنصر . فالريشة أصبحت تحت مقصلة القاضي ليحكم ما شاء بها ..يمزقها .. يهتكها .. يحرقها علناً ولا يبالي بأن الرسام يموت حينما تموت ألوانه.
اللوحة تزين دائماً بقلب الفنان وتعيش الدهر ما دام للفن أهله، لكن حينما تُقتل برصاصةٍ طائشة وتنفى من مجتمع كاد أن يقتل الرسام قبل لوحته. هنا وجب علينا أن نعلن للمجتمع هزيمته الداخلية أمام الفن. فلم يستحمل البعض فشله أمام لوحة رسمت معاني الحب والحياة، فقتلها برصاصة القهر ومزقها وأحرقها. فلا شكر لمن أعلن هزيمته أمام ريشةٍ فقتلها.!
 قبل أيام وقع عميد -كلية آداب بلجرشي-  رصاصته أمام لوحة، وأعلن هزيمته أمام الفن. فاستفتح معرضه بتمزيقها. من حسن الحظ أن الإعلام الجديد وضع خطوطاً أمام بعض التجاوزات غير الأخلاقية وأعلنها وعراها . يذكر العميد في تصريحٍ له أنها خادشة للحياء،إذن فمن حق العميد أن يطلب من الطالبة عدم وضع لوحاتها في المعرض وليس من حقه أن يمزق لوحات الطالبة. لأن هذا يعتبر تعدياً على حق الغير. نحن نعاني خللاً في مصطلح (حقوق الغير).حتى أصبح الكل يريد تغيير الواقع بيده برأيه بنظريته. إذن هنا تكمن الفوضى بحد ذاتها. من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه متى شاء وكيف ما شاء ولكن ليس من حقه أن يتعدى على حق غيره ويبتر القلم ويمزق اللوحة.
 
Twitter:@Oudai_sh

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *