الفكر الشعبوي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]
المجتمعات بدهاليزها حبيسة لعقول أصحاب النفوذ والصوت العالي ممن يسكنها , هم من يقوم بتشكيلها وخلق قوانينها الصارمة وتمرير ما يريدون من أفكار على مرأى من بقية السُكان وكأنهم خلقوا لإتمام هذا الهدف حتى ولو كانت تلك الأفكار التي طرحوها تدعو للتحرر من الجهل وبعض العقد التي خلفها نقص في التعليم والمدنية فهي في نهاية الأمر لا تعدو كونها عملاً (ديكتاتورياً) ينقض علانية المبدأ الوردي لذات الأفكار طالما أراد أصحابها فرضها عنوة على شعب بأكمله في استنقاص صريح لقدرات عقول ذلك الشعب عدا ذلك تظل مجرد أفكار مطروحة تمنح كل فرد حريته الكافية في الإيمان بها أو الكفر .. عربياً كانت البطولة للحُكام دائماً في مشهد لا ينقطع اختفت فيه طبقة المثقفين والفلاسفة والتي تملك من التاريخ ما يشع بياضاً في خدمة الشعوب فهي تطرح أفكاراً أكثر من الحُكام الذين يطلبون من الشعوب أن تنصت وتؤمن بقلوبها وتمنح عقولها إجازة طويلة حتى لا يحضر الشيطان وهو عدو مبين لطالما أوقع ما بين الشعوب و حكامها . كانت أولى الدروس المجانية والتي فهمتها الشعوب العربية على وجه الخصوص أن ( النفاق ) هو جينة لا تظهر إلا مع ولادة الحاكم فهو يصدح دائماً في خطاباته و بصوت جهوري محذراً من الغرب و أمريكا وأنهم يضمرون للعرب و المسلمين قاطبة شراً وبعد أن ينهي خطابه العروبي يستقل أول رحلة لنيويورك أو باريس من أجل الحصول على العلاج من قرحة أصابته بسبب شكوى مواطن مقهور على مدير بلدية اشترك مع ابن الحاكم نفسه في سرقة أرضه ! عربياً ما زال من يرتدي عباءة الدين شريكاً للحاكم في الكذب و التدليس على الشعوب التي ترى في طاعتها لولي أمرها مخافة من الله ولو بنسبة قليلة لا أعني ما يمنحه الحاكم لعالم الدين بل مقدار الأذى الذي يتسبب به مقارنة بأذى صاحب السلـَطة ! أما في المشهد الغربي فالساسة لهم حضورهم هناك ولنا في حرب العراق مثالاً على قدرة الرئيس بوش في إقناع شعبه على أن العراقيين يملكون أسلحة دمار شامل إلى آخر القصة ! أما خلاصة ما سبق هو أن البعض لا يمنحون الفرصة الكافية للعقل البشري بل يتعاملون معه وصاحبه بمبدأ الوصاية.
[email protected]
التصنيف: