الفصل و العزل
أثار مقطع فيديو متداول لمُعلم يمزق كتاب مدرسي ويطلب من طلابه فعل الشيء ذاته جدلاً واسعاً واختلافاً في الآراء حول الموقف و السلوك. ذلك لأن مُربي الأجيال كان محتجاً و معترضاً على وجود صور بنات في المقرر الدراسي للطلبة. وفي الواقع ما أن رأيت ما رأيت حتى رفعت أكفي نحو السماء و لهث قلبي بأخلص الدعاء وأصدقه لسمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل على ثقل حجم المسؤولية وتعقيداتها اللا مُنتهية ، فعلى ما يبدو الشق أكبر من الرقعة في بعض المسائل أعانه الله وعاونه، فتربية الأجيال وتوعيتها وتثقيفها واجب ضروري وإلزامي على كل مجتمع يسعى بأبنائه للتمدُن والتحضر والتوجه للمستقبل برؤى سوية لايعرف فيها الأبناء ثقافة الفصل والعزل من دون مبررات، ولا يتخذون من بعض المقولات الشعبية قواعد حياتية لهم مثل تلك المعروفة والتي تنصح بربط الغنمة حتى لايأتي التيس، وماهكذا يفكر الأسوياء ! فالعقول مثل الأوعية سوف تُملئ بما يُفرغ بداخلها و تُخرجه، و تنشئة عقول الأطفال على أن مجموعة من المحرمات والعيب دون مخرجات شرعية صحيحة لن يُنتج لنا سوى عقليات (داعشية) تُحلل الحرام و تُحرم الحلال وتعيش دائماً في فوضى وتخبط.
لذلك يجب أن يتخلص البعض (المُعقد والمريض) من الوسواس الفكري المقيت الذي سبب لهم الهوس والتضارب الفطري في طريقة التفكير.
وأما بخصوص إحتجاج المُعلم المُوقر لصور البنات في الكتب فلا مبرر سوى إني اقترح على وزارة التربية والتعليم تحضير دورات فكرية دورية لكل معلمين و معلمات الأجيال القادمة ، فمن المُخجل حقاً أن نرى في زمن العولمة والتقنية والتكنلوجيا والإنفتاح الفكري والإنترنت بشراً لا يزالون يحاولون تفتيّيت الإنسان وفصله وعزله!!
rzamka@
[email protected]
التصنيف: