الفشل في الاختبارات يقود إلى الابداع !

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالله سعد الغنام[/COLOR][/ALIGN]

الانتظار قد يكون أحيانا أشد وطئاً من النتيجة, وقد انتظر الطلاب نتائج الاختبارات بفارغ الصبر. فمنهم من كان التوفيق حليفه وسيتقدم بذلك خطوة إلى الأمام في حياته الدراسية , وسوف يُفتح له باب جديد من العلم , ولهؤلاء نزف لهم التهنئة والشكر على جهودهم التي بذلوها, وآن لهم أن يقطفوا ثمار النجاح والتفوق.وإنه لأمر طبيعي أن ينهال الشكر والثناء على أهل النجاح والتفوق الدراسي , وهم يستحقون ذلك بلا شك , ولكن لماذا ينسى البعض منا في خضم ذلك البقية الباقية من الجسد, وهم أولئك الطلبة الذين لم يكن النجاح حليفهم , فهم أيضا يحتاجون إلى ان نقف معهم , وندعمهم أكثر من أي وقت مضى.
وهناك أسباب متعددة للإخفاق منها التربية بالترهيب من الفشل الدراسي مما يوحي لطالب بأن ذلك هو نهاية العالم, وأن الشهادات الأكاديمية هي الباب الوحيد للانطلاق للحياة. ومن الأسباب الأخرى والتي قد تؤثر سلبا على مستوى الطالب وتحصيله هي المقارنة المجحفة والقاسية بين الأبناء في الأسرة الواحدة , أو بين الزملاء في الصف الدراسي.
نحن نعلم يقينا أن الطلاب مختلفون في ميولهم , وأنهم ليسوا سواء ,ولهم أنماط مختلفة و قد يكون السبب في ذلك البيئة التي نشأوا فيها أو الجينات الأسرية أو الثقافة المحيطة بهم . ولذلك لابد أن نضع نصب أعيننا احتمالية أن البعض منهم سوف يتفوقون على أقرانهم في ميادين الحياة أكثر من ميادين الفصول الدراسية , وهذه ليست دعوة لتقليل من شأن التعليم والتحصيل الأكاديمي , ولكن الحياة تحكي وتثبت لنا أن هناك أبواباً أخرى يكمن أن تُطرق فينبثق الإبداع.
فقد أبدع في مجاله حتى أصبح نجما ساطعا في سماء المحدثين, ذلك هو الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله , وقد كان يحمل الشهادة الابتدائية فقط. وقال عنه ابن باز رحمه الله «ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في عصرنا مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني».
وأما في مجال الأدب فإن مصطفى العقاد ومصطفى الرافعي لم يحملا إلا الشهادة الابتدائية . وستكون مندهشا أكثر لو علمت أن أجاثا كريستي قد طُبع من كتبها ومؤلفاتها أكثر من اثنين مليار نسخة, وهي لم تذهب إلى المدرسة قط !. وقد كانت في صغرها تجد صعوبة في تعلم قواعد اللغة, وكانت أيضا تعاني من مشكلة في النطق.
وأما في مجال الكمبيوترات والبرمجة فإنك لن تجد كمبيوترا في بيت أو مكتبا يخلو من نظام ويندوز, وصاحبه بيل غيتس لم يكمل دراسته الجامعية , ولم يكن الأفضل لا في العلوم ولا في الرياضيات مع أنه كان له شغف بهما !. وخذ مثالا آخر فإنك لن تجد طالبا إلا يعرف أو يحمل جهاز الآيفون , ومع ذلك فستيف جوبز مؤسس شركة ابل لم يحصل على الشهادة الجامعية. و حتى في مجال المال والأعمال فإن سليمان الراجحي و عبدالرحمن الجريسي كلاهما لم يكملا المرحلة الابتدائية.
والحياة مليئة بمثل هؤلاء النماذج, ولست أدعو هنا إلى نبذ الدراسة أو التقليل من شأنها, بل على الطالب بذل الجهد وتكرار المحاولة. ولكن لنتذكر دائما أنه ليس هناك صورة موحدة ومثالية براقة تناسب كل الطلبة. فكل واحد من هؤلاء هو فريد نوعه في ميوله وفي شخصه, ولكل واحد بصمة تختلف عن الآخر فلنساعدهم على أن يجدوا تلك البصمة.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *