الفشر له .. ناس
[COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR]
•• همست في أذنه قائلاً: يقولون إن لديك خمس سيارات متنوعة.. وبدون أن ينظر إليَّ رد قائلاً: أبداً ليست خمساً بل سبعاً ومن أنواع متعددة.. وأخذ يعدد تلك الأنواع من الأمريكي إلى الياباني والألماني إلى الانجليزي ويعطي تعريفا لتاريخ كل نوع من تلك السيارات.. ولا أكتمكم لقد شعرت بالحزن يغمرني لكوني اجهل هذه الأنواع من السيارات وصاحبي كفاني من ذكر ارقام مبالغها لأنه اعتمد على فهمي وتقديري للأمور.
تذكرت هذا الذي سبق وقرأته بعد أن فاجأني \”صاحبي\” بما هو عليه من ادعاء عجيب في معرفة كل شيء فإذا قيل فلان من الناس يملك عمارة أخذ يعدد عدد العمارات التي يملكها في الداخل وفي الخارج ، وإذا ما تحدث أحد في الأدب فهو الأديب الذي لا ينازع.. وإذا ما تطرق الحوار إلى التاريخ.. فهذا يعني أنه تعرض لجزء من تخصصه فيحدثك عن تاريخ الأمم الغابرة والقادمة ويخلط لك تاريخ الأشوريين بالكلدانيين أما إذا ما كان الحديث عن الفن والفنانيين فإنه ينطلق في سرد أسماء الفنانين والفنانات ولا يرف له رمش وهو لا يفرق بين رابح صقر ومحمد عبدالوهاب.. ولا بين راوية القرعة وبين ليلى علوي .. أما في الموسيقى فهو يحفظ كل المقامات في السلم الموسيقي ومع هذا لا يعرف البنجكة من البياتي.. وعليك أن تستمع إليه وهو يسرد عليك أصحاب هذا اللون من الفن فلا تستغرب إذا ما صب في أذنك بأسماء ليس لها وجود في عالم الوجود.
ومع أن صاحبي هذا من النوع \”الادعائي\” أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه \”الفشار\” يرتاح إذا ما احسسته أنه بكل شيء عليم.. ولا يخلو صاحبي من فكاهة ولكنها من ذلك النوع الذي يدر الدموع من البكاء وليس من الضحك.. ولهذا ترى \”الشلة\” كثيري الاهتمام بشؤونه فهم يعطونه من نفوسهم ومن وقتهم.. ويتعاملون معه بـ \”الهدهدة\” أحياناً وبقطع رأس \”القطة\” أحياناً أخرى وهو في كل حال مجرد عال العال لا تهمه \”سخريتهم\” .. ذات مرة فاجأني قائلاً: ايه رايك ألا تراني قادراً على \”بلف\” الجميع؟
نظرت إليه ولم أملك الجواب !!
التصنيف: