د. علي حاتم

الإعلام في مصر وعدد من الدول بعضه يسيطر على أجهزته مجموعة من العلمانيين، وغير معبر عن رغبة الشعب المصري الذي يدين أكثر من تسعين بالمائة منه بالإسلام، تلك الكلمة التي تعني في معناها العام الاستسلام والانقياد والخضوع والخشوع والإذعان لله خالق السموات والأرض ربِّ العالمين، وتعني في معناها الخاص اعتناق هذا الدين بالنطق بالشهادتين وعبادة الله عز وجل وحده بما شرعه في كتابه الكريم، وعلى لسان خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم، نأتمر بما جاء في الكتاب والسنة من أوامر، وننتهي عما ورد فيها من نواهٍ.
يقول الله عز وجل: \”يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون\” ويقول أيضًا عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام:{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، ويقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ}، ويقول: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
فتارة يصيحون: السلفيون سيلغون السياحة ويدمِّرون الاقتصاد، وسيقضون على مصادر أرزاق العاملين فيها وهم بالملايين، مع أن السلفيين لا يقصدون إلا السياحة الحرام، ومنها سياحة المايوهات والاختلاط بين النساء والرجال مما لا يرضي ربَّ العزة تبارك وتعالى، وفيما عدا ذلك فهم يرحبون بالزائرين لبلادنا وما أكثر الأسباب التي ترغبهم في ذلك.
وتارة يصيحون: السلفيون سيحرِّمون الخمور !!!، وكأنهم لم يقرأوا كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرف بعضهم لم يكن يصلي ولا يصوم وهو علماني يشرب الخمر، فجاءه شاب يخطب ابنته فرفض، فلما سألوه: لماذا؟ قال: إنه شاب فاسد يتعاطى المخدِّرات.
وتارة يصيحون: السلفيون سيأمرون بالمعروف وسينهون عن المنكر، وسيخصصون لجانا لهذا الغرض !!!!! ويا للعجب، ما الذي تريدونه من السلفيين؟ تريدونهم يأمرونكم بالمنكر وينهونكم عن المعروف؟ وهل تعرفون معنى المعروف، ومعنى المنكر؟
لو أنك أيها العلماني رأيت ابنك يضرب أمَّه، فقلتَ له: عيب لا تفعل ذلك، فاعلم أن هذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، لو أنك أيها العلماني رأيت شابًا مستهترًا يهجم على ابنتك السافرة في الطريق، فنهاه سلفي ومنعه من تحقيق غرضه، ترى ما الذي ستفعله مع هذا السلفي ؟ أظنك لن تقول له دعه يفعل ما يريد فهو حر.
حين يقول شيخ من شيوخ السلفيين بعدم جواز إعطاء الصوت لمرشح علماني أو ليبرالي من هذه النوعيات التي أشرنا إليها، فتقوم الدنيا ولا تقعد، مع أن البرلمان هو الجهة التي تتولى التشريع وسنَّ القوانين، والسلفيون يؤمنون ويعتقدون بعدم جواز التشريع أو سنِّ قوانين تخالف شرع الله – وهو ما ينبغي أن يعتقده كل مسلم – وهو من الثوابت التي لن يحيد عنها سلفي ولو أدَّى ذلك إلى عدم حصولهم على مقعد واحد من مقاعد البرلمان، ويتفرع على ذلك بالضرورة عدم جواز انتخاب مرشح علماني أو ليبرالي، أو قائمة تتضمن مثل هذه النوعية من المرشحين والتي من شأنها سن قوانين وإصدار تشريعات تخالف شرع الله.
* كاتب مصري

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *