[ALIGN=LEFT][COLOR=blue] علي محمد الحسون [/COLOR][/ALIGN]

** كان ذلك – الرجل – الأسمر المبتسم دائماً المشاء بغير نميم انه – مشاء – في البحث عن أناس دقت الحياة مفاصلهم فكان يتحسسهم، كانت حلقته للحديث وتدريسه تحت المكبرية في الروضة الشريفة تعج بالرواد كان فضيلة الشيخ عمر محمد فلاته واحداً من أولئك الذين كانوا ينتشرون بين الحصوات فهذا يشرح الفية ابن مالك وذلك يغرق في التفسير لآيات الكتاب الكريم، وهذا ينكب يوضح لتلاميذه نظرية «فت الغرس» وذاك يتحلق حوله الطلبة يتلون في كتاب الله. أنك لا تمر بهم الا قارئا قد هام في قارئ.
كانت «حصاوي» المسجد النبوي الشريف مليئة بالدارسين والتالين والباحثين عن المعرفة بلا تشنج تخرج من باب الرحمة فتتلقاك تلك المكتبات العلمية التراثية فيزيدك تقليبك لبعض عناوين الكتب المزيد من المعرفة والمزيد من العلم والعرفان.
نسأل الآن اين ذهب كل ذلك فانت لا ترى تلك «الحلق» التي كان يشع منها نور العلم ولا تلك المكتبات التي تعطيك اقتناعاً بسلامة تفكيرك، لقد تحول كل شيء الى حركة «أصبع» فهذا الجهاز المخيف الذي يعطيك كل ما تريد دون أي تعب فلا تكلف نفسك لذة «البحث» بين المصادر وتقليب الورق لصيد المعلومة وهضمها وتفريغها كمنتوج أتى بعد جهد. الآن كل شيء تجده جاهزاً امامك بحركة من «أصبعك» انه زمن «السرعة» او زمن – الاكل – المسلوق. وهو ما ينطبق على كل شيء في حياتنا يأتي «مسلوقاً» وليس «مسبكا» كما كان.
إنه عصر – السندويتش!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *