•• يقول أحد الحكماء أعط ابنك ما يحتاج إليه لا كل ما يطلبه منك.. وهو يقول ذلك لأن تعوده على وجود كل ما يطلب يكون حاضراً عنده سوف يجعله مستسهلاً كل شيء.. فاذا لم يجد ما يريد عندها سوف يقلب الدنيا.. كلها عليك لكونه لم يتعود إلا على وجود ما يريد.
أما إذا عودته على التعامل وفق ما هو موجود فانه لن يقلب الدنيا، بل سيتعامل مع الأشياء أمامه بكل حكمة وصبر..
أنظر الآن من حولك سوف تجد نماذجاً من هؤلاء وأولئك.. وعليك أن تعرف الفرق بين الصنفين.. فلابد أنك لاحظت أن النوع الأول قليل الاهتمام بعمله، وكثير التذمر، بل وغير الحريص على جودة ما يقوم به.. فهو قليل الاخلاص فيما يطلب منه، وكل ذلك نتيجة تلك التربية اللينة.. التي كان يتلقاها.. بينما النوع الآخر تراه ملتزماً بعمله حريصاً على جودته قادراً ومقدراً لمسؤولياته يعطي عمله أحقيته من الاهتمام فلا يتكاسل أو يتراخى أبداً، وتلك هي التربية التي تضع الإنسان، وتجعله في المكانة المطلوبة من النجاح.. وهذا النوع من – الناس – تراه قليل الكلام لا يعرف ذرابة اللسان في الاجتماعات، ولا الدس في الآخرين ان ما يشغله هو عمله فقط.. بينما الأول تشعر بانه يبحث عن نواقض القول باحثاً عن مكانة له يريد أن يمتطيها في ميدان سباق العمل، ولكن هيهات أن يكون له ذلك.
وتلك هي المفارقة بين تربيتين.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *