الفرق بين البنك والحصالة

• د. منصور الحسيني

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

البنك هو المكان التي تودع فيه الأموال ليقوم باستثمارها من خلال برامج تمويل أو الدخول بها في استثمارات تحقق عائدات، وعندما تذكر كلمة استثمار لابد أن ترافقها كلمة مخاطرة ومن هنا تتفوق البنوك في استقطاب الموارد البشرية المؤهلة لتنفيذ برامج استثمار متعددة بمخاطر مختلفة.الحصالة هي علبة حليب فارغة يتم لحام غطائها و احداث نافدة في هذا الغطاء لكي يتم إدخال الأموال منها وعدم إخراجها قبل أن تمتلئ وتحول إلى علبة ثانية أو تستغل لأمر ما أو يفتحها الورثة، وقد تم تطوير هذا النوع من الحصالات بعلب أخرى بمفتاح تستطيع به قفل الحصالة متى ما تشاء وفتحها حسب الرغبة وقد يكون السبب فقط لمعرفة كم بداخلها من نقود وليس لاستخدامها، ومؤخراً تطورت هذه الحصالة إلى مباني لها فروع تمارس نفس الدور ولكن للأسف تسمي نفسها بنوك.
قد تجد في مبنى البنوك (الحصالة) موظفين أكثر من البنوك التجارية الحقيقية ولكن الفرق بين الموظف هنا وهناك أنه في الحالة الأولى يفقد حتى المؤهل منهم مهاراته لأنه لا يجد ما يمارسه مما تعلمه في الجامعات والخبرات بسبب نظام الحصالة الروتيني الذي لا يعرف معنى التنافسية، في حين أن موظفي البنوك التجارية يعملون باستمرار على تطوير أنفسهم وبرامجهم مع كيفية خلط مصلحة البنك بالعميل والمجتمع وتحليل المخاطر وتحمل نسبة منها لأنه بدون هذه الجزئية تصبح الشغلة مجرد حصالة.
عندما تترك البنوك التجارية لتصبح حصالات بسبب الوفرة المالية لأسباب اجتماعية و/أو بسبب احتكارهم للسوق وعدم وجود البديل المنافس، تجدهم لا يحاولون حتى دراسة المخاطر ودائما ما يعتمدون على ضمانات بتغطية غير معقولة فتنحصر منفعتهم للأقوياء ولا مجال للطموح، طبعاً هنالك بنوك مركزية تمثل الدول وقد تكون هي صاحبة التأثير الأكبر في أن تكون البنوك تجارية أو حصالات إما بسبب الجهل أو بتعمد لأسباب مختلفة ولكن تظل المحصلة سلبية وبقوة.
قد تعتذر بعض البنوك بأنها فضلت أن تكون حصالة بسبب بعض الأنظمة التي لا تساعد على الإقراض والدخول في مرابحات تجارية ، ولمعرفة حقيقة هذا القول يجب أن تعمل تقييماً لأداء المتعذر داخلياً لتتأكد أنه غير مؤهل للعمل كبنك تجاري لأن أنظمته وكوادره البشرية تم اختيارها لكي تقوم بدور الحصالة وليست أعمالا بنكية كما هو متعارف عليه، طبعاً البنوك التجارية تدعم الاقتصاد الوطني والحصالة تدمره من خلال برامج ربحية تستهدف الموظفين وبنتائجها تنعدم الطبقة الوسطى في المجتمع.

عضو الجمعية العالمية لاساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *