محمد أحمد عسيري

من خلال معايشتي المتواضعة للواقع من حولي ولأني مؤمن بالمقولة التي طالما شنفت أسماعنا: (أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) قررت أن أقدم نصيحة للشباب المقدم على الحياة وفي مخيلاتهم أنها مفروشة بكل ما يحلمون به دون عناء ومشقة .. ومن ينوي قبول هذه النصيحة فليضعها ضمن باب حب الخير للغير والتواصي بالمنفعة ومن لا يرغب بها فليلقِ بها خلف ظهره غير مأسوف عليها. يا معشر الشباب الاسترخاء وحالة الركود التي تمر بكم خلال مسيرتكم البسيطة في الحياة من المؤكد أنها ستفوت عليكم فرصا فعلية وسانحة لتحديد واقعكم وأهدافكم على جميع المستويات. قد لا يعلم الشاب منكم أنه يطفئ شعلة الحماس بداخله ويهدر الوقت عندما يسترسل في التفكير المبالغ فيه مما يقلل من فرص خوض التجارب التي تنمي الخبرات وتطور القدرات الحقيقية لديه، وهذه التجارب هي ما يميز الشاب في البلدان التي تسعى للتقدم والتي تزج بأبنائها في معترك البناء والتنمية وتضع فيهم الثقة عن الشاب لدينا الذي يتعفف عن الكثير من الفرص الحقيقية. العمر بمجمله مجرد لحظات علينا استثماره بحنكة ووعي ولا ندع الفرص السانحة تهرب من بين أيدينا بحجة التأني المفرط. التعلم وكسب المعارف هو الهدف الأسمى الذي يجب أن نحارب من أجله، وحتى ننتفع بهذا العلم علينا ترجمته إلى واقع من خلال العمل الذي نجد أنفسنا فيه .. ولي معكم هنا وقفة:
قد تصدم بأنك تعمل مرغما العمل الذي لا يستهويك لسبب أو لآخر فهل ستستسلم للإحباط والبكاء على لحظاتك التي ستضيع سُدى؟ هذه فرصة أنت تمتلكها وبضياعها قد تخسر الكثير وربما تخسر مقدرتك في تحقيق رغبتك الحقيقية. حاول أن تتقن هذا العمل وتتحاور مع نفسك وتعدها أنك ستبدع فيه، ولن يلومك أحد لو تعثرت، ولكن لا تدع هذه العثرات تقتل ما بداخلك من همة. الكثير من المبدعين قدموا نتاجهم وهم يتعايشون مع مجالات تختلف تماما عن واقعهم، ولكنهم لم ييأسوا بل حولوا المعاناة التي كانت تنغص أوقاتهم إلى إبداع مرهف فيه الكثير من الحس الأدبي حتى أنه يخيل لك أن هؤلاء المبدعين عاشوا في خمائل بهية تحيط بها جداول رقراقة وجبال مكسوة بالخَضار، لا يعانون كما نعاني ولا يعرف الهم طريقا لقلوبهم المبطنة بمضادات التعاسة والبؤس …
التمسك بالفرص السانحة والمناضلة من أجلها يقوي المناعة لدى الشباب ويبعث بالطاقة إلى الروح بشرط عدم التعالي عليها والابتعاد عن النظرة الدونية للأشياء. ما زلنا يا كرام غير قادرين على الخروج من عقدة المظاهر والجلوس خلف المكاتب والتمني .. متناسين أن دولاب التطور قد انطلق مسرعا والبقاء للمثابرين الكادحين.
جرب أيها الشاب كل الفرص المتاحة، عشها الواحدة تلو الأخرى وحاول أن تتعلم من كل التجارب، ثابر من أجل الوقوف على قدميك وحفر اسمك على صخرة الحياة، وتأكد أن الفرص الأفضل ستأتيك طائعة لأنك تستحقها .. المهم ألا تركن لحياة التراخي والضياع فعندها لن ينفع النظر للخلف فالأيام دوما تتقدم ولا تعود.
لمحة عابرة:
يقول ديفد جونسون: ليس على طريق النجاح إشارات تحدد السرعة القصوى.

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *