[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]فوزي عبد الوهاب خياط[/COLOR][/ALIGN]

لا أدري.. عما إذا كنا الدولة الوحيدة التي اعتاد مجتمعها النسائي عدم اتاحة الفرصة للعروسة ليلة زفافها المشاركة في الفرح إلا لساعة واحدة فقط!! ولتذهب التكلفة الكبيرة والضخمة لاقامة حفل الزواج بكل ألوان البهجة والفرح لكل الأهل والأحباب دون أن تنال العروسة سوى الجلوس طوال الليل في غرفة مغلقة ثم النزول قرب الفجر لمدة لا تتجاوز الساعة الواحدة لاتمام مراسم الزفة والنصَّة ومغادرة القاعة.
هذا التقليد السيء وغير المنطقي للاسف لم يلق أي شخص جريء يعمل على كسره وتغييره بأن تترك الحرية للعروسة لتعيش لحظات سعادتها مع ضيوف الحفل على مدار الليلة على أن تقام مراسم الزفاف قبل النهاية بساعة.. وألا فهل تكلف العروسة فستان فرحها.. ومكياجها.. وشعرها.. بآلاف .. آلاف الريالات فقط لمدة ساعة واحدة يحتفل فيها الضيوف مع أهل العروسة دون أن يكون للعروسة أي نصيب من الفرح والمشاركة.وفي كل الدنيا.. فإن العروسة تستقبل من أول السهرة ضيوف حفل زواجها.. وتعيش لحظات الفرح.. والسعادة.. وتستمتع بكل مظاهر الاحتفال.
والحق أني لا أدري من الذي اخترع لنا في الأساس هذا الأسلوب الكئيب للأفراح.. ومن الذي أبعد العروسة عن فرحها وقفل عليها بالضبّة والمفتاح ولم يفرج عنها سوى لمدة ساعة على الأكثر .. والأنكى من هذا أن ضيوف الحفل لا يسمعون بقدوم العروسة حتى يبادروا بمغادرة الحفل دون أن يرى معظمهن العروسة.. فلمن تكلف العروسة فستانها بعشرات الآلاف لمدة دقائق قليلة يفرُّ معها الضيوف دون رؤيتها؟! ولمن يقام الفرح.. ويحضر المعازيم؟.
قرأت في الزميلة جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي عن قيام سيدة الأعمال رانيا غمراوي بتصميم أغلى فستان كما قالت بتكلفة أكثر من نصف مليون ريال سعودي.. وتلخصت فكرة رانيا غمراوي بعمل غير مسبوق ووقع اختيارها على استخدام ورق العملة فئة خمسمائة ريال وقامت باستخدام نحو 300 ورقة منها ليصبح مجموعها ستمائة ألف ريال وقامت بتثبيتها ورقة ورقة وفق تصميم متدرج راق يليق بامرأة متميزة.
وأشارت رانيا إلى أنها واجهت صعوبات شتى في تصميم الفستان الذي تطلب مجهوداً كبيراً ودقة في اخراج العمل الفني ووقتاً طويلاً لانجازه.. ورغم ذلك فهي سعيدة جداً وتعتبره تحفة تدعو للفخر.. كما أضافت اليه قطعاً من الكرستال الذهبي لتزيين منطقة الصدر ولاضفاء لمسات أنثوية أكثر.
وهذا التطور الدائم في تصميم الفساتين الخاصة بالأفراح.. والسهرات.. والمناسبات.. وهذه التكلفة الضخمة التي ترافق هذا التطور من قبل المصممين والمصممات المتأهلين والمتأهلات والذين صقلوا الموهبة بالدراسة المتخصصة.. لمن يقدمون إبداعاتهم في مجتمع أنيق يحرص أن يقدم مهرجانات من الفن.. والتصميم.. والابداع.
ساعة واحدة ترتدي العروسة فستانها ثم تلقي به في دياجير الظلام.. والخواء.. بعضهن يتصدقون به.. وبعضهن يقبلن سعراً بخساً لا يزيد عن الألف..
من يكون شجاعاً .. ويخلصنا من هذا الموروث القديم لأفراحنا حين نعزل العروسة في عز فرحتها.. وحدها.. والسأم.. والقلق .. والصمت!!
آخر المشوار
قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *