الفرح بالمصائب ليس من الدين
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]
إن العالم اليوم اصبح قرية واحدة، يعلم من في اقصاها ما يقع في ادناها، لا يخفى على فرد فيها شيء مما يجري على ارضها، فوسائل نقل المعلومات اصبحت سريعة الى الحد الذي لا يوفر لأحد سرية تجعله يتوارى عن تلصص وسائل الإعلام، وحركةالانتقال بين دول العالم لم يشهد لها مثيل قبل اليوم، واصبح على من في هذا العالم ألا يكشف عن سوءات له يبنى العالم بسببها احكاما ضده، خاصة اذا كان وضعه كوضع دولنا العربية والمسلمةاليوم، والتي تعاني كل المعاناة من اوضاع مأساوية في شتى ارجاء عالمنا الاسلامي، لعل كثيرامنها يرجع الى سوء تصرف دولنا لاتجاه العالم وحده بل وتجاه شعوبنا، فأن يعلن من داخل دولنا احد الفرح بما يصيب اجزاء اخرى من العالم من مآس وكوارث مثل هذه الأعاصير التي تمر بالمدن فتحطمها، او الزلازل الذي تدمرها،
او الفيضانات التي تجري في طريقها كل كحي او معمور فإن مثل هذا الاعلان يثير حفيظة الناس في المجتمعات علينا دون ان يكون في ذلك مصلحة لنا او لديننا وقد استمر افراد منا عند كل كارثة يعلنون من فوق المنابر ان هذا الذي يحدث لغيرنا من تلك المصائب انتقام من الله لهم لأنهم ضلوا وأفسدوا متضمنا هذا الزعم اننا الذين على الهدى لا نضل ولا نفسد، وكثير مما نأخذه على تلك المجتمعات البشرية له مثيله في مجتمعاتنا، بل ان في بعضها ما يتجاوزه حدا، ولكنا دوما نرى البعيد عنا بعيون مفتوحة، ثم نغمض العين عما هو قريب منا، وكما ان الله عز وجل يقول : \” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون \” فقد قال ايضا : \” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين \” فالأمر يتردد بين عقاب لمن صد نفسه وغيره عن الايمان وان يسير في الطريق الموصل الى الله وبين ابتلاء يمحص الله به المؤمن ليرى أيصبر أم يكفر، والكوارث لا تستثني أحدا، فكما تمر بأجزاء كثيرة من العالم، الذي اهله غير مسلمين، فهي لا توفر الأرض التي اهلها مسلمون، فالخير للمسلمين أن يظهروا التعاطف مع غيرهم حين وقوع المآسي، لا الفرح بما حل بهم من نكبات، ليظهروا لهم محاسن هذا الدين، حتى لا يظن غير المسلم أن هذا الفرح المجنون بمآسي الاخرين الذي يتردد على المنابر انما هوتطبيق لما يرشد اليه هذا الدين الحنيف \” الإسلام \” وهو منه براء ولعل العقلاء منا يردعون جهلتنا عن مثل هذا فهو خير لنا لو كانوا يعلمون \”
[ALIGN=LEFT]ص . ب ٣٥٤٨٥ جدة ٢١٤٨٨ فاكس ٦٤٠٧٠٤٣
alshareet- a2.. 5@ yahoo. com[/ALIGN]
التصنيف: