[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

الحديث عن الرياضة وعلى وجه التحديد عن كرة القدم يتعب القلب أحياناً خصوصاً لمن أبتلي بعشق فريق مصاب بداء الخيبة كفريق روما الإيطالي لكنه بالتأكيد سيكون حديثاً شهياً ممتعاً مختلفاً لو كان بطله فريق الفتح السعودي ! فهذا الفريق الشُجاع يتسيّد حتى الآن جدول ترتيب الأندية السعودية في الدوري المحلي بخمسٍ و خمسين نقطة حصل عليها بعد فوزه بسبع عشر مباراة و أربعة تعادلات وخسارة يتيمة أظنها كانت زكاة لبطولة الدوري التي تنتظر الفتح على أحر من الجمر ,انتصارات متتالية باذخة تفنن معها لاعبو الفريق في دك شباك خصومهم حتى تلك الأندية التي يندرج مسؤولوها ولاعبوها تحت تصنيف « الهياط الرياضي « لم تسلم بل إن بعضها ذاق الأمرين ذهاباً و إياباً من أشاوس الفتح ! الجميل في قصة الفتح « النادي « أنك تجد نفسك حائراً في منح فضل ما وصل إليه الفريق من نجاحات مذهلة لشخص بعينه, هل هو مدرب الفريق الطموح التونسي فتحي الجبال الذي يعيش عامه السادس مع الفريق ؟ أم إدارته الشابة المحترفة ممثلة برئيسه عبدالعزيز العفالق ومدير الفريق أحمد الراشد وبقية الإداريين السعوديين الذين وضعوا في المكان المناسب ؟ أم بلاعبيه السعوديين ذوي المهارة و الذين قل ما رأينا أحداً منهم مرتدياً لشعار المنتخب الوطني ؟ أم أن سبب تفوق الفريق يكمن في أجانبه الرائعين ذوي الرواتب الشهرية المتدنية مقارنة بأجانب فرق الوسطى و الغربية ؟ أم بأعضاء شرف الفريق الصامتين إعلامياً الحاضرين بقوة في دعم ناديهم , لا شك أن جميعها كانت سبباً في جعل نادي الفتح عبارة عن منظومة نموذجية خلاقة للإبداع و قدوة لبقية الأندية الطموحة والتي ما زال مسؤولوها يأملون في فعل شيء مميز يشابه ما يقوم به حالياً فريق الفتح بعد ان كان مجرد التفكير بشيء من هذا القبيل ضرباً من الجنون, لا يمكننا أيضاً أن نختزل نجاح الفريق في الملعب فقط بل أن مدينة ساحرة كمدينة الأحساء مضرب المثل في التعايش و الإخاء بأهلها الكرام و بنخيلها الباسقة و مزارعها الشاسعة لها أثر لا يستهان به على ما وصل إليه الفريق من نجاحات خصوصاً من خلال تدعيم الجانب النفسي لأفراد الفريق من لاعبين و إداريين,الجميل أيضاً في قصة الفتح أنها حطمت مقولات صنعها الوسط الرياضي منذ سنوات طويلة, كأصحاب النفس القصير والتي كانت تتهم بها ظلماً الأندية التي تفتقد للآلة الإعلامية القوية, بالإضافة لإحراجها أندية عملاقة كالهلال و الاتحاد والأهلي يدفع بعضها للاعبيه الأجانب بالعملة الصعبة ! الفتح أثبت أيضاً أن العلة ليست بمدرب الفريق دائماً كما تخبر بعض الأندية جماهيرها بعد كل خسارة, الفتح يا سادة قصة جميلة من زمن آخر تستحق أن توثق تفاصيلها لتروى للأجيال القادمة, تروى لطلاب الإدارة والاقتصاد والتدريب والرياضة, و لو كلفنا الأمر أن نصدرها للعالم بأكمله لأننا نتشرف بنموذج كهذا أولاً وليستفيد منها الجميع ثانياً, شيء يجلب لنا الفخر والاعتزاز كسعوديين, هو منتج وطني فريد من نوعه تم صنعه بأقل التكاليف وبإرادة وعزيمة لا مثيل لها, شكراً للأحساء و أهلها على هذا الفريق الرائع.
aalbaly@
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *