الفارق الزمني بين المصعد والدرج
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]
ربما صارت العبارة التي يستخدمها الكثير من الناس بأن العالم أصبح ( قريـة) تعتبر معبرة في مدلولها بشكل صادق لشمول معناها الأعم دون تفصيل، فكلنا يعلم بدءًا من عالم الاتصالات الهاتفية والإلكترونية عبر الشبكة العنكبوتية كيف أن فلاناً في أقصى (الصين) مثلاً أقرب بكثير لصديقه الذي هو في ولاية ما (بأمريكا) عن صديقه الذي في نفس بلدته (الصين) لسهولة التواصل السمعي والمرئي عبر وسائل التقنية الحديثة وعلى مدار الساعة.. ناهيك عن عالم النقل الجوي والبحري الذي أوصل وربط القارات وبلدانها ببعضها في زمن قياسي وجيز حتى شُبه العالم (بالقرية).
وقد تطور الحال حتى على مستوى الفرد العادي في حياته العادية بدءًا من خروجه من منزله سواء للمدرسة أو للعمل أو للسوق أو للزيارة فكلها مسافات متباعدة تُطوى بوسائل النقل الحديثة لم تكن في السابق متوفرة أو بنفس السرعة والمواصفات الحديثة الحالية التي تحقق أهدافهم خلال بضع دقائق أو ساعات إذا كان الأمر يتطلب الانتقال من بلد إلى آخر أو العودة منه.. فجاءت نقلة نوعية لتقريب المسافات وتحقيق التواصل لمختلف قطاعات وأفراد المجتمع سواء كانوا أطباء أو مهندسين أو مدرسين أو طلبة أو غيرهم من فئات المجتمع المختلفة لتحقيق دورهم الإيجابي والإنساني في خدمة مجتمعهم.
إلا أن ما يهم في هذه (القرية) التي كُنّي أو سمي بها (العالم) حديثاً، هو مدى الاستفادة من الإمكانات والعلوم والمعارف الإنسانية التي حققها بعض أفراد أو علماء هذه ( القرية الصغيرة).. والتسابق في عالم التقنية لتسخيرها في خدمة البشرية ورقيها إلى مستوى يجعل تحقيق الإنجازات الكبيرة التي كانت تتطلب وتستغرق عمراً أو أعواماً في السابق، يمكن إنجازها في بضع ساعات أو أشهر قليلة معدودة هذا خلافاً لما ينجز في خلال الدقيقة الواحدة في كثير من التقنيات الحديثة..
وفي عصر الفضاء وتحديداً في مجال المنافسة في صناعة النقل الجوي العالمي الذي يعتبر معجزة ونعمة كبرى على البشرية وكيف أن قطعة أو مجسماً من حديد يطير بمن فيه وما فيه من معدات وأمتعة لبلاد لمن يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس هذا إن كانوا على اليابسة، ناهيك عن أنها تطير في الهواء بإذن الله وقدرته ثم بالعلم وأسبابه وتقنياته المسخرة. وقد خطت العديد من الشركات الناقلة العالمية خطوات كبيرة وحققت نقلة نوعية في خدماتها مستخدمة وسائل وأساليب التقنية المتطورة الحديثة، وفي نفس الصدد نجد أن الخطوط السعودية على سبيل المثال ليست بمنأى عن هذا الركب ومواكبة عجلة التطوير والتحديث فهي ناقل وطني رئيس له وجود إيجابي وسمات وعراقة، ولها مكانة مرموقة بين مصاف شركات الطيران العالمية الأخرى بسبب تبنى استراتيجيات ومفهوم العصر التقني الحديث لمواكبة عالم صناعة النقل الجوي من أجل تقديم خدمة مميزة وتسهيل سبل التواصل وتقريب بلاد وقرى هذا العالم المختلفة لكل مسافريها وتحقيق رسالتها..
إذن فهي لمحة بسيطة لتشجع الأجيال للإقبال على تعلم التقنيات الحديثة وتطبيقاتها المختلفة وتبنى استراتيجيات لتحديث استخدامها وآلياتها المتطورة في مختلف الصناعات النافعة للبشرية لاسيما صناعة الطيران، فهي تقنيات من شأنها أن تختصر على البشرية ومؤسساتها خطوات وأعوام كثيرة كانت تُبطئ أو تؤخر إنجازاتها شأنها ــ ببساطة ــ شأن المصعد والدرج فالمقارنة مفقودة بينهما لكون الأول يستخدم تقنية حديثة بينما لا يزال الثاني متأخرا في المضمار عن نظيره لكون الأول استخدم التقنية المتطورة في تحديث وسائل الصعود والنزول من البنايات الشاهقة، فإذا استخدم الإنسان المصعد اختصر وقته وجهده للوصول لهدفه بسرعة ويسر لتحقيق الإنجازات التي يريدها.. وإذا استخدم الدرج تأخر في الوصول لهدفه وتحقيق الإنجازات بالسرعة المطلوبة طبقاً للغة عصر هذه (القرية)، علماً بأن الأخير قد وصل لهدفه أيضاً عبر الدرج وحقق أهدافه، إلا أنه وصل لاحقاً ومُجهداً ومتأخراً عن نظيره الذي استقل المصعد ووصل مرتاحاً غير مجهد وفي وقت قياسي للأدوار العلوية الشاهقة وربما فكر في العودة والنزول بعد أن أنهى مهمته، بينما لا يزال الآخر على الدرج أو شارف على الوصول..
وفي عصر الفضاء وعصر الاختراعات والتقنيات العلمية الكبيرة، أهيب وأدعو من كل قلبي أبنائنا الشباب للإقبال على تعلم وسائل التقنية الحديثة والاستفادة القصوى منها وتبنى تحقيق الإنجازات التي تعود بالفائدة على المجتمع والبشرية ليسبقوا ويسابقوا في تحقيق المعجزات.. وألا يكتفوا فقط باستخدام ومواكبة لغة وزمن هذا العصر أو لغة (القرية الصغيرة) بل تحقيق السبق والريادة.. والله ولي التوفيق.
[email protected]
التصنيف: