الغلبة للحق
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]
يحلو لمن في قلبه مرض ان يتطاول على مقام ومكانة الرسل والأنبياء الكرام، ويحسب ان ذلك من حرية الرأي، وللأسف يُفسح لأمثال هؤلاء المجال في منابر وسائل الاعلام ان يُسمعوا كلمات الكفر الى القاصي والداني من ابناء امتنا، ولم تعد بعض المحطات الفضائية تقيم وزنا للدين والاخلاق وقيم الأمة العليا، وبلغ الاستهتار ان يُصغى لاصوات الناعقين في الظلام.
لقد كتب الله عز وجل في الأزل ان الغلبة للحق الذي جاء به الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وعقلاء البشر يؤمنون بهذا الوعد الإلهي الحاسم، لان الله يجعل كلمة المؤمن هي العليا في كل زمان ومكان، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، ولا يضير السحاب نباح الكلاب كما جاء في المثل العربي الاصيل، وكان من صرعات العصر المأفونة ان يظهر بين الحين والآخر على شاشات الفضائيات، او في صحيفة حاقدة مأجورة، شخص لا ينتمي لامته من قريب او بعيد، يبدأ في الحديث عن الدين والرسل الكرام والرسالات الإلهية والكتب المنزلة من عند الله، وبضاعته من العلم والمعرفة قليلة، وقد لقن افكارا واقوالا يرددها كالببغاء يفوح منها السم الزعاف، ويتصور امثال هؤلاء الاراذل والساقطين فكراً، انهم قد نالوا من قدسية وكرامة الدين والقرآن العظيم والرسول الكريم وحققوا نصرا غير مسبوق بتسويقهم الباطل والفجور. كل ذلك على مرأى ومسمع الأمة التي تعتد بدينها وتتمسك بمحبة رسولها وقرآنها.
إن أمثال تلك المحطات الفضائية التي سمحت للمارقين والمارقات ان تظهر اصواتهم بحجة الرأي والرأي الآخر على الأمة العربية والإسلامية ان تحاسبها حسابا عسيرا، لأن رمز عقيدة الامة المقدس، وصاحب الرسالة الخاتمة من الخطوط الحمراء التي يحرم الظن فيها او التشويه في حقائقها، والتي اصبح تقديسها واحترامها من الفرائض الشرعية والأخلاقية وقد اودع هذا في عقول وقلوب ونفوس ابناء الأمة العربية والإسلامية، ولا مجال للمساومة في هذا الواجب الشرعي الأصيل الذي عرفته الأمة، وحافظت عليه سلفا وخلقا.
إن من المستغرب ان يطلع علينا نفر من ابناء امتنا، وقد حمل في جعبته الحقد الدفين، والعداوة المسبقة لدين الله ولرسوله الكريم ولكتابه العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه او من خلفه.
ومن الملاحظ انه كثر في الآونة الأخيرة ظهور امثال هؤلاء في بعض المحطات الفضائية، فليس حرية الرأي ان يُسمح لإنسان مهما كان ان يسخر او يستهزئ بدين سماوي او رسول كريم، ويحرم الاجتهاد او التأويل في قضايا عقيدة الأمة لأن المساس بها جريمة منكرة، وكفر صريح، لا تقال لصاحبه عثرة. وقد أكد الله عز وجل بقوله لرسوله الكريم، \”انا كفيناك المستهزئين\”.
ان مثابر وسائل الاعلام يجب ان تبقى منطلقا للحفاظ على هوية الامة، وغرس القيم والاخلاق الفاضلة في نفوس الناشئة، ولا يُسمح لها ان تحتضن اعداء الأمة والدين من قريب او بعيد، ولا يسمح لمن عرفوا بالردة والخروج على معتقدات الأمة ان يكونوا في بؤرة الاحداث.
فحرية الرأي ان يتحدث المفكرون وأهل العلم والمعرفة وقد آمنوا بثوابت الدين، ولهم مساحة واسعة للاجتهاد إن كانوا من أهله في مستجدات وقضايا فكرية وثقافية وشرعية واجتماعية وسياسية، كل ذلك ضمن الضوابط التي لا تناقض شرع الله، لأنه حصن الأمة ودرعها الوافي في السراء والضراء.
فاكس: 6658393
التصنيف: