محمد إبراهيم الحربي

* حالات عدم الرضا تبدأ بالامتعاض.. ثم كتم الغيظ.. ثم التململ.. ثم الانفجار، والانفجار هو قمة الغضب، نعوذ بالله وإياكم من غضب الرحمن الرحيم!
* لا شيء يريده الإنسان العادي البسيط في أي بلد من العالم سوى أن ينام قرير العين.. مرتاح البال.. لا سائل ولا مسؤول.. لا دائن ولا مديون.. آمن في داره.. يكفيه الحد الأدنى من لقمة العيش.. ولكن كيف يحصل على راحة البال هذه؟!
* من الصعب جداً أن يتفرج الجائع على الزاد يأكله غيره، وهو يتضوع جوعاً.. في هذه الحالة لا يمكن أن تردعه أية قوة على وجه الأرض لأنه وببساطة يظن انه هالك.. هالك، وفي حالةٍ كهذه لن يقف مكتوف الأيدي!
* البطالة والجوع عاملان يرتبطان ببعضهما البعض فالعاطل عن العمل لا يوجد لديه مصدر الدخل الذي يمكنه من ممارسة ابسط حقوق الحياة، الأكل.. الشرب.. اللبس.. المأوى، ومن غير العمل لا يستطيع الحصول على أي من تلك الحقوق وإن \”شحذ\” للأكل والشرب وحتى يمكنه أن يشحذ الملابس، لكن كيف له الحصول على مأوى يضع فيه حصيراً يرضيه.. ينام عليه بأقل ما يكلفه النوم!..
* ما حدث في تونس، وما يحدث في مصر سبق حدوثه في كثير من دول العالم ولكن بكل أسف لا يوجد من يتعظ من القائمين على السلطات هناك، حيث يتم تهميش طلبات الإنسان البسيط وهو يرى بعينه ويسمع بأذنه ما يحدث أمام العين وما يسمع عنه، فهل كان ضرورياً خروج المواطن في تونس وفي مصر إلى الشارع للمطالبة بأبسط حقوقهم؟! لم نسمع أكثر من ذلك!
* لا يطمع المواطن البسيط في سلطة.. لا يطمح في جاه.. ولكنهم يطمحون إلى الاهتمام بهم اهتماماً حقيقياً وليس وعوداً، سرعان ما تختفي بعد انتهاء الحالة التي أتت بها.. وبالتالي يحدث ما يحدث من حالة غضب كما رأينا في الشارع التونسي وفي الشارع المصري وذلك بسبب تزايد البطالة التي نتج عنها تزايد الجوع والعري وفقدان المأوى!
* وبكل أسف بعض دول العالم الثالث لا تتعظ من الأمثلة وما أن يصل أحدهم إلى السلطة حتى يبدأ بتكوين لوبيات ينفذ من خلالها رغباته ولا بأس من استفادة المعاونين ما أمكن لهم ذلك طالما يحققون الأهداف التي أتوا من أجلها!!
* ولعلنا ندرك حين نقارن بين سلاسة تعاقب الإدارة في الدول المتقدمة وبين ما يحدث في العالم الثالث.. لا شك أن الفرق كبير جداً في حرية التعبير عن الرأي وتحقيق طلبات الإنسان.. لأنه هو الهدف وهو المعني وهو المحرك الحقيقي لأي حدث يحدث، ألم يقل المثل \” الجوع كافر\”؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *