نبيه بن مراد العطرجي

الحَياة بحَر ، يجْرِي فَوق ثرَاهَا الكُل بحْثاً عَن الظهُور بمخْتَلف مُسميَاته ، وَهنَاك مَن تَأتي إليْه الحَياة بِالشُهرة مِن أوسَع أبْوابهَا لِيبْحر فِيها بِيسر وَسهُولة وَاطمِئنَان ، وَيستَخدِم ذَكاءه لِينَال مِن كُل مُعطيَات الحَياة الطِيبة ، وَهناك مَن لمْ يَكتَف بممَارَسة هِوايَته ، بَل يَبحَث عَن العِلم إيمَاناً مِنه بِأنه هُو السِلاح الذِي يقْهر بِه الحَياة إذَا خَذلتْه ، فَيطرُق بَابه وَينهَل مِن نهْره ، وَيوَازي بَين الشُهرة وَطلبْ العِلم ليَسير مَركبه بينَهمَا دُون أنْ يَغرق فِي أحَدهمَا دُون الآخر ، وَقد أعْجبت بِشخْصية رِياضِية أمْنية جَذبَتني وَأحبَبت أنْ ألقِي بَعضاً مِن شُعاع الضَوء عَليها أبْصرت الحَياة فِي أطْهر بِقَاع الله مَكة المكرَمة بِحي الهنْداوية عَام 1365هـ وتَلقى تَعليمَه الابْتدائِي بِمدرَسة الخَالدية ، وَالمتَوسِط بِمدرَسة الزَاهِر وَتحصل عَلى الشِهادَة مِن مَدينَة الملِك سُعود التَعليمِية بِجدة ، وَالثانَوِي بِمدرَسة الملِك عَبد العَزيز المشْهورَة بِاسِم ( العزيزية ) لِيلتَحق بَعد الحصُول عَلى شِهادة الثَانوية العَامة بِجامِعة الريَاض سَابقاً ( الملِك سُعود حَالياً ) لِيدرُس بِها الإقتِصاد الذِي وَجد فِي مَوادِه بُعد عَن هِوايَاته ، فَانتَقل إلى قِسم اللُغة العَربية ، وَمضى بِه مَا يُقارِب الثَلاث سَنوات ، لِيجد مَرة أخْرى أَن الدِراسَة بِهذا القِسم لَا تَتوافَق مَع مُيوله لِيسجل بِتشجِيع مِن شَقيقه الأكْبر بِكلية الملِك فَهد الأمْنية لِيدرُس العُلوم الأمْنية وَيتخَرج بِرتبة مُلازم ، وَتدرَج فِي السُلم العَسكرِي ، وَتقلَد مَناصِب عِدة حَتى أحِيل إلى التقَاعُد بِرتبَة عَميد ، أمَا مَا أحْببت أَن ألقِي الضَوء عَليه بِوضوح إلَا أَن حَيز المقَال يَخذُلني هُو مَا تميَز بِه عَن غَيره فِي مُداعَبة الكُرة وَهو لمْ يَبلغ الخَامِسة عَشرة مِن العُمر بِحي الهنْداوية خِلال مَراحِل الدِراسَة ، وَتأسِيسه مَع رِفاقه ( زَاهد قُدسي – عَلي الصَقير – صَالح محْمود – إبْراهِيم أبُو الخِير ) نَادي الأمَل ، لِيؤسِس بَعده مَع آخرِين نَادي العَلمِين وَيسجَل رَسمياً بِرعاية الشَباب ، وَما أروَع الحَظ عِندما يَبتسِم لمثِل هَذا الشَاب لِينضَم لِنادِي الهِلال ، وَيلعَب مَعه سِت مَواسِم رِياضِية يُسجِل خِلالهَا أسْرع هَدف فِي تَاريخ الكُرة السُعودية حَتى يومَنا هَذا ، فَقد كَان ذَلك الهَدف الفَريد الذِي سَجله الغزَال الأسمَر فِي لِقاء الدوْري الذِي جمَع نَادي الهِلال بِفريق التعَاون بِتارِيخ 7 / 6 / 1383هـ بَعد مُضي سَبع ثوَاني مِن بِداية الشُوط الأوَل مِن المبَارة حَافزاً لَه فِي العطَاء الصَادق عَلى المسْتطِيل الأخْضر رُغم تجَاهُل الجِهات الكروِية فِي ذَلك العَهد مِن تَكريمه بهَذا الهَدف الذِي لمْ يَستطع أيْ لَاعب مُنذ ذَلك اليَوم وَحتى الآن أنْ يَكسر هَذا الزَمن القِياسِي فِي تَسجِيل هَدف ، وَبعد التخَرج مِن الكُلية الأمنِية هَزه الشوْق وَالحنِين للعَودة إِلى الأرْض الِتى شَهدت مَولده وَنشأتِه الريَاضية ، فعَاد إليهَا فَرحاً وَالحلمْ فِي داخِله بَأن يخدِمهَا وَيرد إليهَا بَعضاً مِن الجمِيل الذِي أكرَمته بِه ، واسْتقبَل طلَب صَاحب السُمو الملكِي الأمِير عَبد الله الفَيصل رَحمه الله لِلعلب بِالنَادي الأهْلي بِرحابة صَدر ، وَحقق لِسموه طلَبه لمدَة مُوسم ريَاضي وَاحد لِيتَوقف بَعده عَن الركْض فَوق المستَطيل الأخْضر ، وَرصيده أكْثر مِن ( 65 ) هَدفا هَزت الشِباك ، وَما كَان تَنحيه عَن مَعشوقَته إلا لِطبيعَة عَمله فِي وَزارَة الدَاخلية التِي تُوجِب عَليه عَدم الظهُور بمَا كَان عَليه .وَبعد أنْ أدَى مَا عَليه مِن مَهام وَطنِية تِجاه الله والملِيك وَالوَطن ، وَدع العَمل العَسكرِي بِروح الريَاضي المخَضرَم العَمِيد مُتقَاعد زِين العَابدِين بِن مُصطَفى عِقاب.
وُجهَة نَظر أتمنَى مِن صَاحب السمُو الملَكي الأمِير نَواف بِن فِيصل إنْ أسْتحسنَها ، أنْ يَستقطِب هَذا العَميد وَيستفَاد مِنه فِي الرئَاسة العَامة لرعَاية الشَباب نَظير مَا يحمِله مِن خِبرات وَتجارَب فِي مجَال كُرة القَدم وَالطائِرة وَألعَاب القُوى بِالإضَافة إِلى مَوهبتي الخَط وَالرسْم التِي قَضى مُعظم حَياته فِيها ، فَالمنتَخب بِحاجَه لمثِل هَؤلاء الرِجَال .
هَمْسَه : المؤمِن كالوَرقَة الخضرَاء لَا يَسقُط مَهمَا هَبت العَواصِف .
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *