العيب أن يستمر الخطأ
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]نادية ياسين[/COLOR][/ALIGN]
من أجل ترشيد الكتابة ينبغي التحلي بآداب البحث والنقاش والحوار والمناظرة، ثم التدرج والارتقاء بأسلوب البيان، وتوضيح الحق من الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم المجاملة على حساب دينك وعقيدتك وثوابتك ومبادئك!!
إذا تحمل الكاتب المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأيقن بأن الكتابة أمانة في عنقه، فإنه سيبقى كالجبل الراسخ الذي لا تهزه ريح، ويستمر بنشر الحق والخير من خلال كتاباته، فقلمه يقوده لتسطير قناعات ورؤى حقيقية نابعة من القلب، بعيدا عن أي مؤثرات خارجية فئوية أو مصلحية أو شخصانية، أو حتى زمانية أو مكانية.
وعلينا التفاعل مع النقد البنّاء والتعاطي والاستجابة، دون الترفع والتنكر والتكبر والعناد، وليس عيبا بأن يخطأ الكاتب في تصور أو طرح أو عبارة أو أسلوب، لكن العيب كل العيب والنقيصة أن يصر على ذلك ويستمر بأخطاءه دون مراجعة أو محاسبة أو ترشيد واستجابة!!
وينبغي كذلك اختيار الوقت المناسب والحال والظرف، مع تجنب التأخير لقضايا مهمة ومواضيع جوهرية أساسية، لأن تأخير الواجب عن وقت الحاجة لا يجوز،
ومن باب الشيء بالشيء يذكر؛ إياك أخي الكاتب وأكذوبة \” الرأي والرأي الآخر\” على إطلاقها!! فالكثير للأسف روجوا لذلك من أجل نشر الجهالات والضلالات والباطل والطعن في أساسيات الدين والمبادئ والأخلاق، وقسم كبير لعدم إتقانهم كتاباتهم وكثرة الأخطاء وعدم وجود العزيمة على نشر الصواب والحق والتراجع عن الباطل، تذرعوا بهذه المقولة، وكذلك حتى تنعدم النصيحة والنقد البناء تجد الذريعة جاهزة \” الرأي والرأي الآخر\”، فلا بأس بقبول الرأي الآخر إذا كان حقا وصدقا وفيه مصلحة، مع اختلاف في وجهة النظر والأسلوب والطريقة، من غير المساس بالثوابت والأصول وأساسيات الدين والأدب، فلينتبه لذلك.
لكن تسييس الكتابة وتبعيتها للوضع الجديد، بحيث يكون الطابع الغالب خدمة فئات معينة أو التنظير لحالة جديدة، جرياً وراء فوائد ذاتية فهذا انتكاس وتقهقر واضح وبيع للذمم بثمن بخس!!
يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل، ونظير ذلك من جعل قلمه وكتاباته غرضا للجدل ومجرد التنظير وجرياً وراء المكاسب الزائلة، سيكثر من التنقل وسيضطرب في المواقف وتغيير القناعات، وعندما سُئل حذيفة بن اليمان: متى يعلم المرء أنه فُتن؟ قال: إن كان ما يراه بالأمس حراماً أصبح اليوم حلالاً فليعلم أنه فُتن.
ثمة كتابات حشو للكلام، وفلسفات فارغة، وتنظير مفرط بعيدا عن الجدوى العملية، حتى أن البعض يصل بلسان الحال وتنطبق عليه النظرية الغربية \” العلم للعلم\” مع أن جميع الأديان السماوية أمرت بالتعلم للعمل والتطبيق, وعدم الاشتغال بالمباحث النظرية التي ليس لها ثمرة عملية لأنّها مذمومة شرعاً, وعليه لابد من ترجمة العلم والقناعات والتصورات والأفكار، من خلال كتاباتنا لتقودنا للتطبيق، إذاَ أيّها القارئ خذ من العلم لبَّه، و لا تستكثر من مُلَحه، و إياك و أغاليطه.
أختم بهذه الثلاثيات الذهبية، نستنير بها ونتعظ بمضامينها ونعتبر بفحواها، عسى أن ينفعنا الله بما قلنا وما سمعنا وما خطته أيدينا:
ثلاثة يجب ضبطها: اللسان، النفس، الأعصاب.
ثلاثة يجب التخلص منها: التملق، الوشاية، التبذير.
ثلاثة يجب اجتنابها: الحسد، الغرور، كثرة المزاح.
ثلاثة محبوبة: التقوى، الشجاعة، الصراحة.
ثلاثة ممقوتة: الكذب، النفاق، الكبر.
ثلاثة ممتازة: الحب في الله، العفو عند المقدرة، الصمت.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علماً اللهم آمين, وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.
التصنيف: