العودة إلى تطوير المناهج مرة أخرى

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف[/COLOR][/ALIGN]

الخبر الذي نشرته جريدة الحياة يوم الأربعاء 14-9-2011م أعاد إلى الأذهان قضية تطوير مناهج التعليم، وتحديث كتب المقررات الدراسية، وهو أمر ظل هاجساً لدى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم زمناً طويلاً، وحشدت في ما أعتقد له الامكانات الكثيرة، ولكن هذا الخبر شككنا في ما قامت به الوزارة من تطوير، فإذا كانت كتب مقرراتنا الدراسية المطورة لاتزال تتحدث عن الإصلاح والتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان على أساس أنها شعارات يقصد بها تغريب المجتمع، وأن حقوق المرأة إنما هي شعارات يراد بها تغربيها، مما كنا نسمعه دوماً يتردد على ألسنة بعض وعاظنا، فهو يدل على أن الوزارة لم تبذل الجهد الكافي لتحقيق هذا التطوير المنشود بل لعلها لم تباشره بعد، بل لعلها أعادتها إلى ما كانت عليه مع هذا المقرر للحديث الذي أعد ليدرسه طلاب المرحلة الثانوية، واشتمل على هذه الأفكار التي أشرنا إليها آنفاً، ولعل هذا يعود إلى سوء اختيار من قام بعمل التطوير، ومن ألف أو أعد كتب هذه المقررات، ونحن في أمس الحاجة إلى أن نُطعْم لجان التطوير والإعداد لهذه المناهج والمقررات بمن لاينتمون إلى تيار الفكر السائد، الذي جَمد على أفكاره زمناً طويلاً، وظل يمارس إقصاء لكل من يخالفه الرأي، حتى لم يعد قادراً على رؤية الحقائق في هذا العصر المتسارع الخطوات نحو التغيير، ولعل في هذا الجيش المتعاظم العدد من المعلمين من يحمل فكراً آخر حراً متجدداً وأكثر استعداداً للتطوير والتحديث الفعلي، وأن تستدعي الوزارة من صفوف من أمضوا في التعليم عمراً حتى أصبحوا خبراء في قضاياه، وكثير منهم يعيش في الضلال، لاتستعين بهم الوزارة، بل تبحث عن وعاظ اشتهروا بالشاذ من الآراء والأفكار، لتستعين بهم في إعداد المقررات الدراسية التي تصوغ أفكار أبنائنا، والتي قد أدت ببعض مراهقينا إلى حمل أفكار شاذة أودت بهم إلى التهلكة، ولابد لنا من أن نتجنب مثل هذه الأفكار بحسن الاختيار لمن نختارهم لتطوير مناهجنا وكتابة مقرراتها الدراسية، فالتعليم سادتي هو المسؤول الأول عن بناء إنسان هذا الوطن، فإن لم نحسن اختيار من يرعونه ومن يطورون مناهجه وكتب مقرراته،ومن يعدون مدرسيه الإعداد الجيد فإنا نسلم الوطن للكثير من الكوارث، فهل نفعل هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

ص.ب35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
alshareeF [email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *