[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالحميد سعيد الدرهلي[/COLOR][/ALIGN]

اصبح العنف ظاهرة تسترعي الانتباه والتوقف عندها، فقد اصبحت تشكل تهديداً واضحا في كيان المجتمع البشري وتماسكه، فهو سلوك يخلو من الرحمة والمعاني الانسانية، وينتهك ابسط حقوق الفرد مما يتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف والديانات الأخرى التي تدعو إلى الانسانية واحترام الفرد وأخذ حقوقه كاملة دون نقصان، والعمل على ازالة المعيقات والمشاكل التي تعترضه عن طريق الحوار الهادئ الصادق البناء استناداً لقوله تعالى: \”ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك\”.
ونبذ التعصب الأعمى سواء كان تعصبنا لمعتققد أو فكر أو قبيلة.. الخ.
من اشكال التعصب الذي يؤدي بالنهاية إلى صراع لا تحمد عقباه، فعلينا مسؤولية كبيرة كآباء ومربين ومؤسسات بأن نحسن تنشئة ابنائنا بالتربية السليمة، وتنمية الوازع الديني والاخلاقي في نفوسهم وزرع حب واحترام الآخرين حتى لو اختلفنا معهم بآرائنا.
فلنتعاون جميعاً لنحد من هذه الظاهرة التي لا نستطيع القضاء عليها ولكن الوقاية منها والتخفيف من حدتها، وتوضيح ما مدى الآثار، السلبية المترتبة التي يحدثها العنف على الأفراد والمجتمعات، وايضا سن قوانين صارمة لكل من يلجأ إليها سواء كان هذا العنف لفظيا أو غير لفظي.
لا اعلم منطقة في الدنيا تشهد هذا الكم الهائل من العنف الذي تشهده منطقتنا العربية أو الإسلامية.
ولا أعلم ولا يعلم غيري لماذا هذه الهجمة من الاضطراب وعدم الاستقرار التي تتعرض لها ليل نهار حتى اصبحت خبزنا اليومي.
ولقد ذهبت كل التحليلات والتصورات التي تعاطت مع ظاهرة العنف هذه الى القول بأن السبب، ليس النفسية العدوانية والأطماع الجشعة التي تسكن عقول وقلوب دول الاستقواء، بل أيضاً ذلك الانسلاخ غير المبرر والغريب الذي نعيشه نحن ابناء المنطقة، من كل القيم أو المدارك أو التحليل السليم للأحداث والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية، بل ان بعضا منا قد اخذ يمارس العنف ضد ذاته وضد أهله وضد وطنه، وانحشرنا تماما في زوايا الفردية والانانية، وحاصرنا كل توجه نحو الجمعية والكلية وقتلناه في مهده.
تمر الأمة العربية والاسلامية في يومنا هذا في حالة من الفوضى والضياع تمرق السهام من كل اجزاء جسمها ولا يرد عنها غائلة الموت والعدوان إلا أن يرحمها الله بنصر من عنده، وإلا فإن نصر العبد قد اصبح دونه خرد القتاد.
ويكبر السؤال في نفوسنا، نحن المواطنين، كل يوم إلى اين المصير؟!! وما هي النتيجة؟!! وماذا بعد؟
ولما كنا نغوص كل يوم في وحل الدرب وفي غياهب العتمة اخذنا نوكل امرنا إلى المشعوذين وحاملي المسابح الطويلة واللحى الكثة وموقدي البخور، اصبحنا وأمسينا على ابوابهم نطلب الرقية والتعويذة والتحويطة علنا نفك الأزمة ونزيل القمة ونعيد الهواء إلى صدورنا والضياء إلى عيوننا.
يا أصحاب القرار، نرجوكم ونتوسل اليكم ونستجديكم أن ترفعوا عنا ما نعاني، لأننا نعلم أن ما يوزع بالسلطان لا يوزع بالقرآن، اننا والله نحبكم، ونعرف أنكم أبناء جلدتنا وولدتكم نساؤنا وارضعتكم من أثدائها ولم تخلد إلى فراشها الا بعد أن مدت لكم اهدابها غطاء.
لقد سئمنا حفر القبور، ومللنا تضميد الجراح، ومسح الدموع، دموع اليتامى والثكلى والأرامل.
فاكس 6658393

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *