العنصرية والتمييز في المعاملة، ظاهرة منتشرة لابد من زوالها

Avatar

[COLOR=blue]عبدالإله عبدالغني محمود صباغ[/COLOR]

أصبحنا في زمن ثورة التطور التكنولوجي الذي نشأ من عقول تطورت وابتكرت أساليب لمفاهيم عديدة في هذه الحياة. لكن على الجانب الآخر هناك عقول مازالت مُتصلبة لمدى بعيد. العُنصرية ليست فقط عرقية، إنما بالتعصب والتمييز في المعاملة، والتحرش والنُكت العرقية في الأصل والفصل. اللون والمظهر والمذهب وغيرها.
هُناك أمور لا نشعر بها تماماً، قد نقذف كلاماً على شخص من باب المزح على عرقه وأصله، عقابها عند الله وخيم مهما كانت النية في إطلاقها. فأنواع العنصرية عديدة جداً وانتشارها أصبح كثيراً وتذهب مننا الى الأجيال القادمة وتسود في المجتمع على مدى مستقبلي دائم.
اذا انتقدت جهاز فـأنت تنتقد صانعه. لكن اذا انتقدت نسب وجنسية وعرق الشخص. فأنت تنتقد خالقه الذي خلقه وخلقك من نفس الطينة. قال تعالى: \”يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا\”. التفرقات في الجنس والنسب وكامل الأعراق لا نهج لها في الأخلاق ولا في الدين.
كلمة \”الإسلام\” عنوان ديننا مستنبطة من \”السلام\” : جاء الإسلام بتعاليم خالدة ومباركة، المساواة في المعاملة بين البشر وعدم التمييز في النسب والمرجع الأصلي. أن تعطي الأفضلية لفلان على فلان بسبب أصله ومظهره ومرجعه يعتبر من التمييز في النسب وما نهاه عنه الدين، ولا يدركه الشخص أن عقابه وخيم عند رب العباد.
أحد أسباب تراجع المجتمعات في التفكير والتطوير العقلي والنفس الذاتية وما حولها هي التفرقة والتمييز في الأعراق وغيرها، فهي تجعل من عقل الشخص مُحكماً على فئة معينة وغير قابل للتوسع في النمط الفكري لمساعدة المجتمع ككل من أجل نهضة للعصر الحالي وللمستقبل.
التمييز في المعاملة يحدث في أمور عديدة في المجتمع، بين الأشخاص، وكذلك في الجهة العملية نرى معاملة لفلان لفلان مغايرة عن البقية بسبب النسب أو العرق أو اللون وغيرها، وهذا ما يؤدي إلى فساد في المجتمع، لأن التوسع الفكري الطاهر انعدم هنا وانعدمت كذلك الفائدة لبقية الفئات بسبب هذا التمييز غير العقلاني والغير أخلاقي
الله سبحانه وتعالى نهانا عن العنصرية بكامل أنواعها. والرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تفرقوا بينكم. ومع هذا نخالف ولا نستوعب ما نقول وما قاله الله تعالى ورسوله. ايات الله البينات وكلام رسوله يعكس حال مجتمعنا حالياً من هذه التمييزات بشتى أنواعها. فهي بعيداً عن الدين أيضاً غير أخلاقيه، وتفسد المجتمع وتؤدي الى نشرة الأحزاب في المجتمع.
هُناك دول عديدة لديها عقوبات وخيمة لمن يقوم بهذه العوامل المختلفة تحت العنصرية، فيوجد كذلك بنود كاملة في الدستور في دول عديدة عن مخالفة هذه الأنظمة وتؤدي كذلك الى غرامات مالية طائلة ومحاكم كذلك، لأن مرتكبها يكون قد تعدى الذات وانتهك الأصل والمرجع.
علينا أن نعلم أن النسب والأعراق واللون ليست من إختيار الشخص، إنما من نشأة رب العباد، فقد ولد بالفطرة على هذا النهج. فالدين عمود أساسي ينهينا عن هذه القضية، وهناك أمور عديدة نخالفها دون إدراكها. القضاء عليها واجب علينا كمسلمين وعاقلين .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *