[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الله فراج الشريف [/COLOR][/ALIGN]

العلم النافع نوعان: منه ديني يخدم الدنيا والآخرة وهو العلم الشرعي أو الديني، وبه يعرف العبد ربه ونبيه المرسل إليه ودينه الذي يتبعه في التعامل مع ربه والعباد من حوله بل والكون كله، وطريق الحصول عليه العقل والوحي معاً، وهما لا يتناقضان أبداً، ومن العلم النافع الذي بحث عليه علم الدين علوماً للدنيا، لازمة ضرورة لعمارتها وهي في الحكم فروض كفاية تجب على من تعين لها وحصلها، وهي كثيرة لا تحصر مما يحتاجه الناس لبناء الحضارة الإنسانية، والعلم الديني ولا شك يخدم النوعين، وجانب من الحياة مهم لا يخدمه سوى القيم والأخلاق، وهي في علم الدين أبرز جوانبه، حيث إن من بعثه الله لنا هادياً سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أبان عن غاية الدين المثلى فقال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ومعلوم أن الحياة لا تأمن إلا بوجود الفضائل، وحينما يضعف التمسك بهذه الفضائل أو تغيب عن حياة الناس، تنتشر الرذائل وكلها يقود إلى الشرور، ولهذا لا تجد مدعياً للعلم يمارس الرذيلة إلا وهو في الواقع لا يمتلك من العلم الديني إلا قشوراً، فهذا الذي لا يتورع عن الوقوع في عرض مسلم لمجرد أنه له رأياً مختلفاً عن رأيه، فيبدعه أو ينسفه أو يكفره، أو يلمزه، ويغمزه بدعاوى باطلة أنه قال شيئاً لم يقله أصلاً ولا جرى على لسانه أو لم يكتبه، وأول كل أقواله بما تهوى النفس الأمارة بالسوء لمجرد أنه يحسده على ما أتاه الله من علم، أو رزقه من مكانة، فاحترمه الناس، فلا يترك فرصة إلا وقدح فيه، وهذا الذي يحاول كل فترة أن يثير بين الخلق فتنة من أي لون كأن يتعصب لقبيلة أو اقليم أو مذهب فينطلق لسانه بالسوء للقبائل الأخرى أو المذاهب الأخرى أو الاقاليم الأخرى، فيثير بذلك جدلاً لا يفضي إلاّ إلى مزيد الخلاف المؤدي إلى الفرقة والتناحر، ويزعم مع هذا أنه من حملة العلم الشرعي المدافعين عن الدين الساعين إلى صيانته، وهو يعلم يقيناً أن هذا مخالف لحكم الدين مناهض لوحدة أهله، وهذا الذي ما أن يحل بمجلس إلاّ وبادر بغيبة الخلق بل وبهتانهم، يمشي بين الناس بالنميمة، ولا يحفظ للناس مودة ولا رحمة فهذا وأمثاله لم يدركوا أن العلم علم الدين والشرع وهذه الرذائل نقيضان فاستحبوا الرذائل ونسوا ما حملوا من العلم إن كانوا حملوا منه شيئاً، فهل يدركون هذا هو ما نرجو والله ولي التوفيق.
ص.ب: 35485 جدة: 21488
فاكس: 6407043
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *