العلاقات .. ونجاح المنظمات

• محمد مشبب القحطاني

تشكل علاقات العمل حجر الزوية لنجاح منظمات الأعمال في تحقيق أهدافها التي تأسست من أجلها، حيث تضمن العلاقات الإيجابية و الجيدة بين أفرادها، تكامل و تضافر جهود موظفيها و دفع عجلة الفعالية التنظيمية و التطوير التنظيمي قدما فتستحيل مع هذا النوع من الأداء عدم مسايرة المؤسسة للبيئة التنافسية المزدحمة.

بينما تعمل العلاقات السلبية داخل العمل بين أفراد المؤسسة الواحدة إلى تشتت الجهود وعدم توحد الأهداف، وغالبا ما تهتم منظمات الأعمال بالعلاقات بين أفرادها عن طريق اللوائح والقوانين التي تحدد فقط المسارت الرسمية للعلاقات في شكل عقود تحدد فيها عناصر الوقت و حجم المهام و الأجر و مصدر التعليمات في العمل، رغم أن المحك في المناخ التنظيمي لمنظمات الأعمال هي العلاقات غير الرسمية بين أفرادها بسبب تأثيرها المباشر على الروح المعنوية للموظفين و على دافعية العمل و الإنجاز و الإبداع الوظيفي.

و على أهميتها تفتقر كثير من المنظمات إن لم نقل معظمها خاصة في العالم العربي إلى استراتيجة واضحة لتنمية العلاقات غير الرسمية الجيدة بين أفرادها فنجد العداوة في العمل حاضرة في كل بيئة تنظيمية وقد تتعدد أسبابها تجاه بعض الأفراد الذين يمتلكون أداء لافتا مقارنة بغيرهم و غالبا ما يكون مصدرها من بعض الموظفين بسبب الإحساس بالنقص و عدم المقدرة على لفت الانتباه، كما أن المحسوبية التي تميز موظف عن آخر وفق معايير غير منطقية يخلق حساسية سلبية تكسر أواصر الثقة و العدالة بين الموظفين و الإنحيازية التي تقتل حب الإنجاز.

كما ان البيروقراطية الإدارية الخالية من عنصري التميكن و التحفيز تخلق غموضا في الدور و محدودية في الأداء و تدني وتيرة الإنتماء و الولاء التنظيميين.
و لعل ما يلفت الإنتباه الإقتناع أنه لا مفر و لا منأى من تقبل العداوات في العمل و كأنها واقع فرض نفسه في مجال التعامل الإنساني، مع تناسي أن أسلوب التواصل و الاتصال السليم على المستويين الرسمي وغير الرسمي خاصة من شانه فتح قنوات الحوار و التفاوض و النقد البناء سواء لزملاء العمل فيما بينهم وعلى مختلف المستويات الإدارية و التنظيمية،

حيث إن فتح باب التفويض و المشاركة و تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات ينمي المسؤولية الفردية لدى كل موظف فيعزز تساوي الفرص بين الموظفين، خاصة إذا تم إلقاء الضوء و بقوة على عمليتي الإختيار و التوظيف على أن تتم بأسلوب موضوعي منطقه وضع الشخص المناسب في المكان المناسب و بالتالي غلق المجال أمام كافة الأساليب الملتوية في التوظيف حيث يشعر الموظفون بتكافئهم وعدم أفضلية بعضهم على بعض.

أخيرا و ليس آخرا كي تضمن منظمات الأعمال مكانة في عالم أعمال اليوم المتسم بالتغير المستمر والمنافسة الشديدة ، لابد من تغذية الشغف الإيجابي لدى موظفيها و الذي يدفعهم لخوض تحديات العمل بأريحية و عصف ذهني يحقق نجاحا لا يضاهيه مثيل، عندها فقط يستطيع القائمين على تسيير المنظمات تنفس عبق الإزدهار التنظيمي.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *