[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. موزة المالكي[/COLOR][/ALIGN]

انتهت دراسة أجرتها الدكتورة سهيلة غلوم حول الأمراض النفسية وأنواعها في المجتمع القطري ، وسيتم الاعلان عن نتائجها خلال الأشهر القادمة.
ولفتت الدكتورة سهيلة إلى أن أسباب انتشار الأمراض النفسية يرجع جزء كبير منها الى العوامل الوراثية أو ضغوط العمل، إلى جانب توقعات الشخص في حياته المهنية والشخصية والتي تكون أقل في الواقع من العوامل الوراثية، نافية في الوقت ذاته ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض النفسية في قطر، وأن هناك تزايداً للحالات بسبب زيادة أعداد السكان.
تم استعراض تلك الدراسة من خلال مؤتمر الطب النفساني الذي نظمه قسم الطب النفسي بالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية للطب النفساني- قسم الشرق الأوسط، ويهدف لتدريب وتبادل الخبرات وتبادل الأبحاث الدولية بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال الطب النفساني من مختلف دول العالم.
وأكدت الدكتورة كما نؤكد دائماً على أنه يجب التركيز على ضرورة التوعية بأن مسؤولية الصحة النفسانية ليست مسؤولية قسم الطب النفساني فقط، بل هناك جهات عدة على مستوى الدولة لا بد من التعاون معها والتركيز على التدريب, و كما أؤكد بأن المسؤولية الأكبر هي مسؤولية من يعيش مع المريض ويعايشه, والأسرة هي المسؤول الأول, فالأم والأب والأخوة عندما يلاحظون أعراض الاكتئاب على أحد الأفراد يجب أن يتخذوا الإجراء المناسب وأن يلجؤوا إلى من يساعدهم في حل المشكلة, فكما أوضحت أنه تمت الاستفادة من أفكار عديدة بالمؤتمر، من بينها تعزيز خدمات الخط الساخن والمعالجة عبر الهاتف وتدريب أطباء الرعاية الأولية ، معتبرة أن النقص الأساسي الذي ينبغي التركيز عليه حالياً في قسم الطب النفساني يكمن في التوعية .
وما يسمى \”وصمة الطب النفساني\”و العلاج النفسي ككل فكما قلت سابقاً فلا زال الكثير يتعامل مع الطب النفسي والعلاج النفسي على أنه طب المرضى التعساء الذين تطاردهم ذكريات ماضيهم المرضي , حتى أن التردد على عيادة الطب النفسي أشبه بالسُبه الاجتماعية التي يخجل منها الكثيرون, كما أن البعض يرفض الذهاب إلى العيادة النفسية, حتى لا تلاحقه الشائعات لارتباط المرض النفسي في ذهن البعض على أنه خلل في السلوك وعطب في المزاج العام, وعجز عن التكيف مع الآخرين.
لذلك يتطلب الأمر منا شرح الخلل في مفاهيم البعض إزاء العلاج النفسي, وإزاء الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية, فهي كأي مرض عضوي يمكن أن يصاب به الإنسان, ثم يتعافى منه بطريقة علاجية معينة, وهي ذائعة الانتشار كما اثبتت أغلب الدراسات, حتى أنه يمكننا القول بأن الأمراض النفسية هي أكثر الأمراض انتشاراً في هذا العصر بفعل التعقيد الحياتي الذي نعيشه. وبفعل إيقاع العصر البالغ التشابك , وبفعل الاحتكاك الحضاري المؤثر على السلوك, وبفعل عوامل أخرى يطول شرحها…وتتعدد الآراء في حجم تأثيرها . ولذلك فكل منا معرض بدرجة أو بأخرى إلى الإصابة بأي نوع من الاضطرابات النفسية , وفي صدارتها القلق والاكتئاب واستخدام الحيل الدفاعية, نتيجة الظروف الضاغطة التي تحيط بنا. ومن ثم فلا خجل من الاعتراف بالمرض إذا ما أصبنا به, ولا نتردد ولا ننزعج من الذهاب إلى عيادة الطبيب النفسي أو المراكز الارشادية, بل الإنسان في الدول المتقدمة, يعتبر الذهاب إلى المعالج النفسي ضرورة للوصول إلى الصحة النفسية الكاملة, بل إنه قد يكون نوعاً من المباهاة الاجتماعية, بدليل انتشار العيادات النفسية في كل مكان.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *