العقوبات لا الندوات هي الرادعة

Avatar

عبد الله فراج الشريف

قرأت يوم الاحد 26-4-1431هـ في جريدة الحياة تصريحا منسوبا الى وكيل وزارة الشؤون الاسلامية لشؤون المساجد الدكتور توفيق السديري، ان من المرفوض ان يهاجم ائمة المساجد رجال الصحافة والاعلام، وان يقسموهم الى علمانيين وليبراليين، ونسي ما هو أقبح من هذه التصنيفات التي تجري على ألسنتهم من مثل المنافقين والملحدين والفسقة الفجرة، وما يلحق ذلك من سباب معلن لا يخجل منه امام خطيب او واعظ محاضر او منتسب الى علم يلقي دروسا في مسجد، وتنقله إلينا اليوم شبكة الانترنت، وهذا شغل رموز ينسبون انفسهم وللاسف للعلم الشرعي، والعلم حتماً من مثل هذا براء، يرددون دوما منظومة من الشتائم تخصصوا فيها كل يوم حتى عبر وسائل للاعلام متنوعة، خاصة منها ما اسماه اصحابه القنوات الاسلامية، واصبح الشغل الشاغل لهؤلاء شتم بعض الصحف وبعض مسؤوليها ومحرريها وكتابها.
ونحن نعلم ان نقد الصحف للمتلفتين بفتاواهم المسيئة للدين اولا ثم للبلد الذي تصدر عنه، ويحسب هؤلاء على المنتسبين للعلم فيها، قد يؤثرهم فيهم هذا التأثير الذي يدفعهم للانتقام بهذه الصورة الفجة، وذكر الدكتور توفيق – رعاه الله – ان فعل هؤلاء مخالف للسنة، وهذا حق لامرية فيه، فما ثم اصلاح يتم بمثل هذا الاسلوب القبيح، كما يذكر انه سيحاسب الائمة منهم بحسب الانظمة، ولعل الوزارة جادة في هذا، فقد بلغ السيل الزبى، فقد استمعت قريبا الى خطبتين في المسجد الذي اصلي فيه الجمعة سياسيتين مدبجة بكل هذا السباب، ولا اظن الامر قد ينقطع فلا يزال بعض الائمة يحاربون اشباحا موهومة يتمثلون في صحفيين وكتاب ويتهمونهم بأنهم لا يفارقون ابواب السفارات الأجنبية، يستمدون منها ما يطرحون، ويقبضون الثمن، ولا يزالون يواصلون هجومهم ولم يطلب منهم حتى البينة على ما يقولون.
أما ان يحاسبوا فحتى اليوم لا امل في ذلك، ولن يكفي في مثل هذه الحالة مشروع ندوة امن فكري، بل المطلوب استصدار نظام عقوبة يعلن لمن يتجاوز حدوده في هذا المجال، ويطبق بحزم لردع كل من تسول له نفسه لاستخدام منبر المسجد والوعظ والدرس في غير ما هو شرعا وعقلا مخصص له، ولا بديل لذلك سوى فوضى لا يرضاها عاقل فهل ستسعى الوزارة لذلك، هو ما نرجو والله ولي التوفيق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *