العـــــــولمة .. ووعـــــد اللـــــه الحـــــق – 5

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد كامل الخجا[/COLOR][/ALIGN]

في الحلقات السابقة استشهدت بنبوءة خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليهم وسلم التي قال فيها: «زُوِيَتْ لي الأرض مشرقها ومغربها حتى رايت هذا الدين يدرك كل بيت حجر ووبر فيها» ولهذا الحديث « النبوءة» أكثر من رواية وقد صدق الله سبحانه عز وجل تلك النبوءة الشريفة.. بقوله تعالى في القرآن الكريم : «يُريْدُونَ أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتمّ نُوره ولو كره الكافرون» .. « هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون» صدق الله العظيم .. وقد وردت في القرآن الكريم تصديقاً لنبوءته صلى الله عليه وسلم تلك آيات أخرى .. وتساءلت في الحلقات السابقة هل العولمة اليوم بما هي عليه من وسائل الاتصال والتقريب في عالمنا الذي نعايشه حتى غدت الدنيا في إطار قرية واحدة؟؟ لربما يتحقق فيها وعده الحق فنجسد نحن اتباعه نبوءة خاتم أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم وقد ارتقينا على مستوى الالتزام الكامل بالهدى ودين الحق ليمكننا الله تعالى من قيادة مسيرة العولمة اليوم؟ .. فيسود الدين الحق في قالب الواقع والحقيقة ويظهر الإسلام على الدين كله؟ .. وهو وعده الحق عز وجل .. وللإجابة على هذا السؤال المصيري للانسانية كتبت هذه الدراسة مستلهما التوفيق من الله .. وهذه هي الحلقة الخامسة من دراستي التي اطرحها مسلسلة للرأي العام:
على صعيد آخر.. فالذي يعرفه الباحثون الذين يحاولون متابعة هذه الظاهرة المريرة أن ثمة حدثاً كان مشهوداً منذ ثلاث عقود وفي نهاية القرن الرابع عشر الهجري 1400هـ المنصرم عندما اندلعت فتنة دينية هوجاء لا ركائز صحيحة اسلامية لها زعمت التفافها حول «مهدي»صنعه ظاهراً «جهيمان» ومن معه من رجال ونساء وأطفال وقد اعدمت الدولة الرجال وأحالت النساء والاطفال الى الاصلاحيات بعد محاكمة مكتومة ربما كان من الانسب عرضها على «الشاشة الصغيرة» لأنها فتنة بيد بشرية صنعت .. مغامرة أفراد كاذبة هي ليست مهن السماء ولكن لم يعرف الرأي العام كنهها وأيديولوجيتها ومتى بدأت ..وكيف كان تخطيطها؟ ومن هم خلفها؟..
لبناء مجتمع إسلامي
إن معرفة حاجتنا الى التوعية الاسلامية لبناء مجتمع اسلامي مثالي تتكون دخائل كل فرد فيه مقومات تصل الى تكوين رأي عام اسلامي عن طريق وسائل الاعلام في بناء الانسان المثالي الجدير بالاسلام توعية وتربية تقودانه الى الكمال الانساني المثالي المسلم، يتوافق مع تطوير ذهنية إنسان العصر ليقوده في العولمة.
فوسائل الاعلام ليست محصورة فيما هو متعارف عليه اليوم بين الامم ولعله من المناسب ان نعود الى الحقائق والنظريات العلمية المقررة في مناهج الاعلام بالجامعات والاكاديميات التي تأتي في مقدمتها تلخيص العناصر للعملية الاعلامية كأنموذج من اشهر النماذج العلمية العالمية التي اكتسبها مكتشفاً لها البروفسور «هارولد لازويل» وهي معروفة باسمه والذي حددها بعبارة: من ؟ أي المرسل ولمن؟ .. المرسل اليه؟ وبأي تأثير؟ أي رجع الصدى.
لعله من حسن الطالع أن اكتشفت ان القرآن الكريم قد ابدع هذه النظرية العلمية وحدد مفاهيمها في قوله عز وجل: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد «53» ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط «54» وغيرها من آيات القرآن الكريم؟ إن لم يكن بكامل آياته المقدسة وسيلة لعباد الله من لدنه عز وجل لخلقه للإيمان بتعاليمه سبحانه ومنهاجاً حكيماً لهدايته الى صراطة المستقيم. في حياته الاولى والأخيرة.
وذلك هو المعنى الكبير. وتلك هي الحقيقة الجلية الناصعة التي يجب ان تستقر في أذهاننا نحن المسلمين والتي تترلت علينا من لدن الخبير العليم. وهناك كثير من آيات الله تعالى لها ذات المضمون .. أي وسائل إعلام ألوهية لخلقه سبحانه عز وجل إن وسائل الإعلام تشد الانسان الى الأمل والى العمل وتقتل اليأس فيه وتقضي على القلق وتزرع في قلبه بذور الخير. والنماء لمستقبل فجر مشرق ..
فالإنسان الكامل بذاته وسيلة اعلامية ولا يكتمل الانسان الا عندما يقر الايمان في قلبه ومن ثم يصدق به في عمله وتحضرني بالمناسبة حيثيات واقعة تؤكد أن الانسان وسيلة اعلامية .. فمنذ قرنين ونصف تقريباً كان بعض التجار من نجد والحجاز والشام واليمن يسافرون فرادي وجماعات الى اندونيسيا وبعض دول جنوب شرقي آسيا لجلب البضائع للحجاج في موسم الحج وكان كل من هؤلاء التجار يصدق أيما صدق في قوله وعمله كإنسان مثالي وكانوا عنواناً صادقا للمسلم المؤمن. والدين المعاملة كما يقول الأثر الشريف فأسلم الكثيرون على ايديهم. والدين المعاملة كما يقول الأثر الشريف فأسلم الكثيرون على ايديهم . والانسان يولد على الفطرة بين أبويه فمنكم من ينصرانه ومنكم من يهودانه كما ورد في حديث نبوي شريف ومتى أمكن اخضاع وسائل الاعلام الاخرى كالتليفزيون والفديوتيب والانترنت والسينما والصحف والكتب والاذاعات متى أمكن اخضاعها واستجابتها لما يحييها كما جاء في القرآن الحكيم «يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم» متى تم ذلك فهذا يعني أن بذور الايمان قد زرعت في الانسان ليغدو إنساناً مثالياً وهذا ما يدفعني إلى إلقاء نظرات خاطفة سريعة عن واقع كل وسيلة من وسائل الاعلام ودورها وأهدافها وكيف يستفاد منها اسلامياً لبناء الانسان المثالي البناء. القائد المنتظر للعولمة. فالصحافة صاحبة الجلالة كما أطلق عليها وعرفت بالسلطة الرابعة لما اتسمت به من أدوات التأثير لأنها صاحبة رسالة ومبدأ هل هي تؤدي دورها في بناء الإنسان المثالي في عالمنا الإسلامي وفي بلادنا بالذات بعد أن غلب عليها طابع الاثارة وجريها وراء الكسب المالي؟ وهل استلهمت تراثنا الاسلامي الروحي والفكري وهل اكدت وجودها بما أفسح لها من مناخ الحرية التي تتباين من دولة اسلامية الى دولة اسلامية أخرى؟ ومنها بلادنا التي يمكن أن يقال بأن صحافتنا السعودية والحمد لله تتمتع بحرية معقولة وقد تطورت بعض التطور في اخراجها الا انها احوج ما تكون الى كتاب موضوعيين بعيدة عن الشللية كما أنه من واجبها اصدار اعداد خاصة شهرية وسنوية لإبراز مجهودات العاملين في الدولة ومؤسساتها الحكومية والأهلية يمكن الاستفادة منها كمراجع وأن تكون تلك الاعداد الخاصة بعدة لغات .. لغات عالمية بما فيها اللغة الام اللغة العربية .كما أنه من الحق عليها نشر إنتاج الكتاب المغمورين وتقييم انتاجهم بنقد بناء فيه التشجيع لما يبدعوه بين الحين والحين ولا يفوتنا بالمناسبة منح حقوق للصحافيين من حيث تأمين مستقبلهم هم وأسرهم لتكون لهم الفرصة الكاملة لتكوينهم الاجتماعي واثراء ثقافتهم.
والكتاب عندما سادت الظاهرة المادية وسيطرة غريزة الكسب التجاري على النفس البشرية وانغمس الإنسان في اشباع غريزة خاصة بعد بروز النظريات والأفكار المثيرة للغريزة مما أدى إلى رواج الكتاب الجنسي من رواية وشعر حتى أننا لنعجب من نفاذ ملايين النسخ في الاسواق لكاتبة مراهقة في عامها السابع عشر اسمها «فرانسواز ساغان» وبكل لغات العالم. وكثيرات وكثيرون انتهجوا دربها فبلغ توزيع ما ينتجون مايحسدهم عليه في العالم كبار قادة الرأي من المفكرين والمصلحين.
هذا الأدب المخدر المتملق للغرائز ليس في اوروبا فحسب بل في الشرق والغرب ذاع وانتشر مما أدى بالكثير من كتابنا الى استغلال مواهبهم الفنية الى ايصال هذا الادب المخدر الى الجماهير في طبعات فاخرة أنيقة وبأثمان زهيدة ولوحات فنية عارية مثيرة والكتاب كما تعرفون من الركائز الهامة الاعلامية لبناء الانسان المسلم المثالي. المنتظر لقيادة العالم بوسائل تقنية واتصال العولمة فتحققت نبوءته صلى الله عليه وسلم.
ويجدر بنا ونحن نتحدث عن الكتاب أن لا يغيب عن اذهاننا المؤلف. المؤلف المبدع المتمكن من موهبته وفهمه وتجربته وعقيدته.. المؤلف المختلط بمواطنيه المعبر عن احساساتهم وآمالهم وآلامهم المختزن لتجارب التاريخ الطويل في بناء الانسان منذ ان كان . المستشف بعالم المستقبل بروح صافية ووعي كامل يرافقه التعاطف والغيرة على ثروتنا الإسلامية الفكرية فتكون لها ديماغوجية الفاعلية الإسلامية التي نريد . والتي احوج ما تكون الانسانية اليوم اليها .. لخلاصة واسعادة .. في حايته الاولى والآخرة.
ومما يجرنا إلى مايحيط بالكتاب الذي نريده آنق في الاخراج واقل في الثمن واروج في التوزيع يلزمنا ان ننظر نظرة فاحصة الى الناشر فهو له دوره الرئيسي الهام وهو بدوره تاجر ويريد الربح ووضع المفكرين والكتاب في قضة تاجر يؤدي الى نتائج سيئة والتي اصبحت نسبة القراءة بسبب كل ذلك تنقص بين اخرى مما يجعلنا نبادر إلى المطالبة بضرورة الاخذ بيد الناشر من قبل الهيئات الحكومية المختصة في عالمنا الاسلامي لمساعدته ماديا وتشجيعه شراء ما ينشره من كتب، دعامة مغريبة مجدية ليسود الكتاب المفيد وخاصة ماينشره من كتب لاسماء غير لامعة، وسوف يؤدي الكتاب دوره في بناء الانسان المثالي متى فهم إزاء الكتاب البناء.
كما أن الاذاعة وتلفزيون القضائيات تطورهما تطوراً تكنولوجيا خطيرا ولذلك فإن من اشد الخطورة افساح المجال للاذاعات والتليفزيونات ذات الاتجاهات الهادمة المشينة لتشويه براءة وطهر وصفاء الانسان التي فطره الله عليها واحتواءها للانسانية في مناحي الارض بما بلغته تلك الاذاعات المرئية والمسموعة والتقنية الحديثة مؤخراً من تقدم علمي تكنولوجي فلابد من وضع خطوط عريضة تكنولوجيا لتدعيم الاذاعات والتليفزيونات عالميا تفتح الطريق للبحث والتمحيص في تفصيلاتها تصوغها عقول متفتحة اسلامية نيره في ظل المفهوم الاسلامي الصحيح لخدمة اتجاهات الاسلام في نظرة شاملة تبسط شعاعها على مشاكلنا الحيوية وتتخذ من الاسلام « وحدة القياس» التي تقاس بها امورنا الحياتية ومجالاً للتغني بجمال الحياة والكون وتعبيراً عن آمالنا كبشر وصدى حقيقياً لما يختلج في قلوبنا وضمائرنا من معتقدات واشواق ومشاعر نظيفة ولتكون الاذاعة والتليفزيون بابا مفتوحاً لكل الكفاءات المؤمنة العالمة المخلصة يؤدي كل دوره في ظل مفهوم اسلامي صحيح ترسم له الخطوط العامة والسياسة الحكيمة التي تخدم اتجاهات الاسلام في بناء الانسان المثالي. وخاصة اذا كان الانسان اميا لا تمكنه اميته من الاستماع مباشرة بما تنشرهه الصحف او تضمه بين دفتيها الكتب فهو لايصطدم بمثل هذه القيود عندما يصيخ سمعه للاذاعة او يشاهد في التليفزوين وكلاهما سريع الصدى والاجابة لما يجد من امور عميق التأثير فيما يعرضه من ألوان وهما وسيلة توجيه ووسيلة امتاع في آن واحد على ان يجمع بينهما اتجاه واحد المسيرة ليكون جديرا رباناً ناجحاً يقود سفينة العولمة في مسيرة واحدة لبناء الانسان المثالي. في طريق فكري اسلامي محكم غير ممزق.
أما السينما والمسرح والفيديوتيب والكمبيوتر والانترنت اخيراً . فمنذ اكثر من ثلاثين قدر لي مشاهدة فيلم سينمائي غربي عن حياة وآلام سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا ازكى الصلاة وافضل السلام قدمه للعالم سيسيل دي ميل.. مواقفه وصوره لما تزل بعد راسخة في عدسة ذاكرتي الى اليوم وكذلك قدر لي في صغري مشاهدة افلام لكلارك جايبل وآفا غاردز لم تزل الذاكرة تحتويها بينما لم تستوعب الذاكرة اي فيلم سينمائي اسلامي شاهدته إلا ماندر.
إذ أن القائميين على انتاج افلامنا من منتجين وممثلين ومخرجين وفنيين يعتبرون السينما وسيلة تسلية الازجاء اقوات الفراغ غير مدركين خطورتها فالقصص هي إن كانت درامية أو كوميدية فهي لا تتبدل إلا باسمائها ولا تتغير الا بممثليها ومخرجيها فالوسيلة التي ينتجون بها افلامهم هي جمال الجسد والمال الذي يصنع الحسد وتاليف القصة يتم في جلسات استرخائية للعاملين في صناعة السينما في اسلوب أبله وهذا هو الذي حال بيننا وبين انتاج افلام على مستوى يرضي الله ثم يرضي الضمير فينطبع في ذهنية المشاهد تماماً كما تنطبع في الذاكرة تلك الروايات العالمية الحية التي يبدعها سيسيل دي ميل او مسرحيات برنادر شو الخالدة الى اليوم في لذعاتها الاصلاحية الفكاهية.
إن صناعة السينما والمسرح عندنا لماتزل بعد في دور نشوئها المبكر مما يستوجب ان يكون زمامها في ايدي ضمائر مؤمنة تدرك خطورة السينما والمسرح ودورهما في بناء الانسان المثالي خاصة وان تاريخ حضارة المسلمين تاريخ يطفح بكل القيم والمثل الخالدة لابراز روح الصفاء والمحبة والايثار من جديد في الامة الاسلامية سواء كان ذلك عن ابراز الشخصيات ذات التاريخ الاسلامي الزاهي أو الاحداث التي مرت بالامة الاسلامية منذ بعثة رسولنا العظيم خاتم الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا ولنذكر أن الفن بكافة ألوانه صورة تعكس حياتنا .. في آمالنا ووجداننا .. وأضواء مشعة باهرة تلقى على فاعليتنا ..وخدمة مخلصين آدين لرسالتنا .,هي الاميان بالحب والخير والجمال الحق والعدالة والحرية، تتبع من ايماننا بالله سبحانه عز وجل.
والفيديوتيب وسيلة حديثة لتسجيل الاحداث والوقائع والمعارف وما تقدمه السينما ويعرضه المسرح من روائع تتمكن بواسطته من الرجوع اليها كل مادفعتها الرغبة لذلك.
وعندما نفهم الفهم الشامل الواعي للسينما والمسرح والفيديوتيب والانترنت وما يتبعه ونسير في الدرب الصحيح فإنه سيكون ان شاء الله ادوات بالغة الاهمية في التاثر رحبة الآفاق واسعة المدى لبناء الانساني المثالي في دنيا العولمة.
وهناك وسائل اعلامية اخرى كالمسجد والمهرجانات والمناسبات السنوية المتكررة والمؤتمرات الدورية والحج ومراكز الاشعات الكري كلها وسائل يؤدي الاسلام دوره في من خلالها لبناء الانسان المثالي هذا عن دور الاعلام ازاء بناء الانسان المثالث بالاسلام وما طرأ عليه عندنا بعد هوجة جيهمان.
إن الشباب الذين نسفوا بعض الدور لخبراء اجانب للحرس الوطني عام 1995 م هم من العائدين من افغانستان.. وقد افاد بعضهم في اعترافاتهم انهم هموا بخطف العالمين الجليلين السعوديين الراجلين الشيخصين عبد العزيز بن بارز ومحمد بن صالح بن عثيمين .. رحمها الله تعالى الا انهم عدلوا عن تحقيق فكرتهم وقتها واجلوها الى مابعد .. كما سمعته منهم في التلفزيون.
ثم أولئك الطلبة الافغانيين الذين اطلق عليهم اسم «طالبان» أليسوا معظمهم هم الذين حكموا حكماً يحسبون أنهم يحسنون صنعاً فأعطوا صوره كالحىة مقيتة سوداء لا تليق بمعالم الوضوح في مثالية الحكم الإسلامي الحقيقي وأكدوا أنهم ليسوا على مستوى الإسلام الذي انزله الله سبحانه على رسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ورحمة للعالمين في كل زمان ومكان!..
إن معظم ما كانت عليه البحوث والبرامج في اعلام بلادنا من مناهج الخطب والاحاديث ظاهر فيها العنف الفكري .. والتشدد وفي الصحف لدينا في كثير من الاحايين تثار قضايا غير مفيدة وحوارات اكل الدهر عليها وشرب نوقشت منذ سبعين عاما في بلدان عربية أخرى. ويهمش مسؤولوها المواضيع العامة الجديرة بالقراءة حتى ولو تحدثت عن مواضيع جوهرية مصيرية بناءة .. ومنذ هوجه « جهيمان» الواهبة المشبوهة وظاهرة التغيير الجامد في التليفزيون .. وبعض الصحف .. التي ما كان من المستحسن في رأيي العمل بها . مع أنها اتسمت فيما مضى في كافة وسائل الاعلام منذ بدئها في عهد شهيد الاسلام «الفيصل» اسكنه الله سبحانه اعلى عليين في الجنة اثاب الحسنى كل من كانوا ومازالوا يسيرون في درب بناء دولتنا المجيدة بأسلوبها الإسلامي الراشد والمعتدل الرفيق .. والسالك في ارشاده الإعلامي سبيل التوعية الاجتماعي العلمي في دوره البناء في زرع بذور النماء المشرق بنور وسطية الاسلام بروح عصرية تنبئ عن ميلاد الانسان المثالي المسلم الجديد. وهو مسلك جدير بالتقدير سلكه مجدداً الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة وزير الثقافة والاعلام السعودي منذ تسنم الوزارة مؤخراً وفقه الله تعالى وأعود لأقول ثانية كما قلت في هذ الحلقة من الدراسة ، إن أولئك المسفدين المدمرين القتلة فئة ضالة باتت مفارزها تصعد بين الحين والآخر إرهابها وهي تلجأ الى الكمون والتواري التكتيكي في اجواء الحملات الامينة الكثيفة .. ولكنها اذا اتخذت موقفاً معاكساً وواصلت أسلوب التحدي .. فهي إما أن تكون واثقة من قوة عناصرها.. وإما أن تكون مصرة على الانتحار.
أياً كان أمر تفسير مؤشرات التصعيد فذلك لا يغير من الحقيقة التي أوردناها كما أن المواجهة الامنية الاستخباراتية ليست كافية وانها لم تحقق مرادها. كما يبدو لي على ضخامة ميزانيتها .. أين يجتمعون أولئك الإرهابيون ؟ ومن يوجههم؟ وكيفية اتصالاتهم وتنقلاتهم وتحديد مواعيد ساعات الصفر؟ ونوعية التخطيط لهم وآلياتها وكيفية حصولهم على الأسلوب؟ وغير ذلك من تساؤلات تفرض نفسها؟ .. إذن؟ .. ما العمل؟..
يتبع
المدينة المنورة
محمد كامل الخجا
Mohammed Kamel Al-Khoja

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *