العامل البسيط الدعامة الاقتصادية

• محمد حامد الجحدلي

محمد بن حامد الجحدلي

يعيش العالم في القرن الحادي والعشرين وسط إنجازات وأبحاث أكاديمية ، بعد أن فرضت التنمية جدواها في عالم لا يعترف إلاّ بالتميز ، كمحدد نوعي لمعايير النجاح لتشكيل ملامح التنمية وأهدافها ، ببناء قواعد معلوماتية تمثل احتياجات المجتمع ، وعلماء السوسيولوجيا المعنيين بدراسة الظواهر الاجتماعية هُم من يقفون على سلبياتها ، كأبرز التحديات التي واجهت التنمية ، في غفلة من واضعي سياسات البرامج المستقبلية وأهمية الحوافز المعنوية ، كمسؤولية مشتركة لكافة المؤسسات الرَّسمية والخاصة ، ومراعاة الجوانب الإنسانية تاريخيا لدى الأيدي العاملة بدءاً من الثورة الصناعية الأوروبية ، التي عكست توجهات فكرية آنذاك مؤثرة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، وما واكبها من سلبيات لامست الشرائح الاجتماعية المعنية ، التي عملت في ظروف بالغة الصعوبة ، مقابل أجور زهيدة وساعات عمل أطول من المعدل الطبيعي ، وسط مطالبات الاتحادات العمالية لرفع الأجور وتقليص ساعات العمل ، هذه المعاناة الأوروبية التي فرضتها سطوة الرأسمالية لم تدم طويلا ، بمبادرة من أصحاب القرار بالوقوف على حجم المشكلة ، سعيا وراء إيجاد حلول تُعيد الحقوق والتوازن بين الأيدي العاملة والقوى الرأسمالية ، مما جعل الدول الصناعية تتعافى من كبوتها وتسجل تقدما صناعيا ملحوظا ، مع بداية القرن العشرين متجاوزة بعض المعضلات والمحافظة على المنجز الراهن بتبعاته ومكوناته ، لتحقيق التنمية التي لم يُكتبْ لها النجاح لولا تدارك الأمر ومعالجة المُشكل ، فالدول الأوروبية من أهم الدول المنتجة عالميا ، ويرجع ذلك لنظرة شمولية لخطط التنمية ، وبنظرة خاصة للشرائح العمالية باعتبارها محور ارتكاز العمليات النوعية واستمرار جودة المنتج وتسويقه ، ما جعل الدول المنتجة تحقق مراكز متقدمة وصدارة بالأسواق العالمية ، هذه المعطيات تضعنا أمام عدد من التساؤلات لعلها تُعيد دور ترتيب خطط بعض الدول النامية ، لاسيما التي تمتلك تجارب واستثمارات مالية وبرامج تطويرية بعيدة عن الضرائب الباهظة ، وكنموذج يمثل واقعا إيجابيا يأتي السوق السعودي مهيئا لتبني هذا الدور الفاعل في ظل توجهات وقرارات سيادية على مدى العشرين سنة القادمة ، متى ما انصب اهتمام المخطط بتنمية مهارات الشرائح العمالية المعنية بالتنمية ، إذا ما اعتبرنا العامل البسيط كأهم مؤشرات الشراكة الحقيقية والتضامنية لرفع عجلة التنمية والدعامة الاقتصادية التي تحرص عليها الدول المتقدمة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *