العالم في مكان واحد

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي[/COLOR][/ALIGN]

الساعة تقترب من الثالثة، اليوم الأحد، هناك الساعة الآن تقترب من الحادية عشرة. في لحظة تخيلت أن اليوم الاثنين، هذا يعني أن موعد تسليم المقال اقترب من النهاية، بعد دقيقة أدركت أنه الأحد ليلا، مازال هناك بعض الوقت. أذهب لشرب القهوة مع ماكسين وآليس، ماكسين من جنوب أفريقيا ومن أصول هندية، آليس من أستراليا من أصل صيني كمبودي، كل هذه العروق أعيش معها كل يوم. هناك مصري ذو جذور سوداء وفنزويلي ذو جذور أوروبية وسويسرية مهاجرة من كرواتيا وفرنسي من أصل جزائري أمازيغي.. ما أراه يوميا شيء مذهل.. قليل منا من لا يحمل أكثر من عرق في دمائه أو لم تمر على آبائه هجرة من نوع ما. وكلنا نتآلف بشكل ما، نتناقش في الكتابة والأكل والموسيقى والعادات، لكننا نبتعد عن السياسة. لا أحد منا يريد أن يقترب من تلك المنطقة، ليس خوفا من الوقوع في الاختلاف، فكلنا ناضجون ونعرف كيف نتقبل اختلاف الأفكار، أو هذا ما أظن. لكننا لا نريد أن نقترب من منطقة نعتقد أن لا أحد يفهمها جيدا فعلا. وليست ممتعة لأحد منا ولا تمثل لنا شيئا.
على السكايب أحدث ولدي. يوم ميلادي اشترى لي أهلي تورتة وغنى لي ولدي من هناك عيد سعيد، وهنا حفلة حصلت فيها على علم مطرز من سالومات الأوزباكستانية وقميص أخضر يدعو لنشر الخضرة من ما البرماوي، ومنديل من الحرير من بو الصيني وشوكولا سويسرية من دراجيتسكا السويسرية ومنديل مطرز من فيسنتي الفلبيني وكرت عليه دب مضحك من ماريوس الليثواني. يغنون لي عيد سعيد بعشر لغات على شموع كيكة جلبتها الصينية لي جا. كم يمكن للعالم أن يصبح جميلا ورائعا، كم أنا ممتنة للكتابة لأنها عرفتني على نماذج صغيرة وجميلة من العالم، لا احد يعرف تماما كيف يعيش الآخر في بلاده، نخبر بعضنا تفاصيل صغيرة، لكن الصورة الكبيرة لا يمكن أن يعيشها تماما سوى الشخص نفسه، لذلك ليس مهما أن نعرف كل شيء، لكن كلا منا يعرف من هم الأشخاص الذين يتوافق معهم ويحب أن يمضي وقته بينهم.
أكتب الورقة التي سأقرؤها الجمعة القادمة وأرسلها لروان كي تحررها، كان يجب أن امكث فترة أطول، هكذا يخبرني الجميع، لكني اخترت فترة قصيرة لارتباطاتي الأخرى، ولأن الأحلام القصيرة أكثر كمالا وأعمق في الذاكرة. هذا ما أعتقده، أفضل أن أغادر قبل أن يفكر شخص ما أن الوقت قد حان للحديث في السياسة، أفضل أن أستمع إلى ميليسنت الجامايكية وهي تحرف أسماء المغنيات الأمريكيات وتضحك ونضحك معها جميعا.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *