العاطفة القاتلة
الإنسان مخلوق له نفس تستشعر فتتأثر فتأمر وقد عرفها صانع الإنسان سبحانه بأنها تأمر بالسوء إلا من رحم ربي ورحمة الله تأتيك باستخدام عقلك الذي هو المنحة التي كُرم بها الإنسان عن كثير من خلق الله والذي بواسطته تفرق بين الحق والباطل تفكر فتعقل، عندما تطغى النفس على العقل تصبح المخرجات عاطفية وليست عقلانية، ولهذا تتخبط وتتأزم أحوال الشخص وبالاصرار ينعدم الاعتراف بالأزمة فلا يتحقق التغير وبالتالي لا يحدث التطوير فتصبح الحالة إجتماعية مزمنة.
الدول تكونها مجتمعات والحكومات هي من هذه المجتمعات التي إذا ما كانت مخرجاتها اليومية وتعاطيها مع الأمور الحياتية يعتمد على عاطفة متجددة سيتعطل التغير المحدث للتطوير الذي نبحث عنه، ويكون السبب تمسك المجتمع بأدواته العاطفية في التعاطي مع الأحداث، ولهذا ذم خالق البشر سبحانه أحد أشهر الأدوات العاطفية التي يرددها كثير من بني البشر لكي يتفادوا التفكر والتبصر وهي “هذا ما وجدنا عليه أبأنا” فهم يتمسكون به ويتشددون فيه بدون أن يخضعوه للتحليل والتفكير ليحسنوا التدبير وبالذات عندما يكون الأمر تقرير المصير.
في هذا الزمان الذي تضطرب فيه أحوال المنطقة لابد أن تكون المجتمعات التي مكوناتها أفراداً متعاونين على تفهم ما يحدث وتدبر ما قد يحدث ولن يتحقق هذا باتباع هوى النفس ولكن بتحكيم العقل للوصول لما يحقق حياة الرحمة وليس حياة العذاب، كلنا أفراد نعمل كخلية في جسد المجتمع زاد تأثيرها في وجود وسائل التواصل، لهذا لابد أن نعطي للعقل دوره الأكبر في تدبر الأمور وليس الانسياق خلف ما قد نظن أنه الحق كما ظن من قبلنا ونكتشف أنه الباطل ولكن بعد فوات الاوان.
هنالك مخططات ليست سرية لخلق شرق أوسط جديد من خلال الفوضى الخلاقة (حراقة)، ودورك كفرد أن تعطي هذا الهدف اهتمامك لكي لا تكون وسيلة مساعدة لتحقيقه بدون أن تدري وتكون أنت ومن تحب الضحية، لابد من نبذ الطائفية التي هي من الأدوات الفعالة لتحقيق الهدف الذي سوف يشغلنا في أنفسنا كمسلمين وعرب ونظن أننا نحسن صنعا.
سواء كنت كاتبا في صحيفة أو ناشطا في وسائل التواصل عليك أن تفكر في كل ما تكتب وتنقل حتى لا تكون معول هدم لأنك خلية مؤثرة في جسد المجتمع فلا تستهتر بدورك عندما تنقل أقوال وأفكار تؤجج الطائفية وتشحن النفوس بالسوء معتقداً أنك بفعلك هذا تدافع عن الدين والوطن، المحدث لذلك تمسكنا بما يردد بكثرة دون تمحيص وكأن البعض يريد فقط الظهور وإن خالف قوله أو فعله العقول وكل هذا يصنع ويستمر باعتماد العاطفة القاتلة.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف: