[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

* خلال متابعة لاحداث تونس وبعد ذلك مصر استمعت الى عبارة \”الطوفان والسفينة\” مرات كثيرة فقد بدأ الطوفان في تلك البلاد ولم يكن فجأة لكنه \”فاض\” و\”زاد\” في أيامه وكان الحل الصعود الى \”السفينة\” التي تمثل كلمة الحق ورأي الشعب لكن هناك من لم يجد طريقه للسفينة وهناك من مُنع من ان يكون احد الموجودين فيها وهؤلاء هم من ساعدوا على \”الظلم\” وابتعدوا عن كلمة الحق والخوف من الله وتلوثت ايديهم بدماء \”اخوانهم\” وابناء جلدتهم!! لقد افرزت احداث تونس ومصر الكثير من الوقفات والافكار والرؤى وساعدت وسائل الاعلام تلفزيون – انترنت – فيس بوك – تويتر – صحف – اذاعة في الكشف عن المستور بل \”تعرية\” الفسدة وأكلة اموال الشعوب وتركتهم يعانون الفقر والامراض والذل.
وسألت نفسي كيف تستقيم الحياة لانسان يعيش بأموال الغير؟ وكيف ينام انسان وقد وقر في نفسه ما جنته يداه وكيف يعيش انسان وهو يثق ان ما اقدمت عليه نفسه الشريرة ويداه السوداء كان خلف الفاقة والحرمان وذل العيش لغيره؟! في المقابل ظهرت الصور \”النقية\” والايدي \”الطاهرة ليس على مستوى \”الحكام\” وكبار المسؤولين ومن كانوا قريبين من السلطات بل وعلى كل المستويات فالخير باق في الامة وهؤلاء اليوم يرفعون رؤوسهم امام كل الناس.
ومن صور الفساد التي لا تمكن اصحابها من الصعود للسفينة الشخص الذي نهب في مصر 620 مليار دولار اي اربعة ترليون جنيه مصري ولو افترضنا تقسيمها على 80 مليون شخص تكون النتيجة اربعة وامامها 12 صفراً!! في المقابل وبعد رصد من رئاسة الجمهورية لثروة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر والذي كان ثاني رؤساء مصر من 1954 – 1970م لجميع ممتلكاته في الداخل والخارج كانت النتيجة مرتب الرئيس 500 جنيه شهرياً و125 جنيه بدل تمثيل والصافي 395 جنيه و60 قرشا و7 ملاليم وعند وفاته في 12 سبتمبر ايلول 1970م وجدوا في جيبه 85 جنيهاً ولم يجد أولاده منزلاً واحدا ملكاً له ولم يُخصص مرتب لزوجته بعد وفاته وكان مجمل ثروته حساب به 3718 جنيه و333 سهماً في عدد من الشركات و 600 جنيه لاستثمار في الحديد والصلب ووثائق تأمين على الحياة في عدد من الشركات بقيمة اجمالية بـ8500 جنيه وسيارة واحدة \”اوست\” و3 كاميرات تصوير وكاميرا سينما.
\”سبحان الله\” هناك من صعدوا السفينة والناس تلوح لهم وتدعو لهم وتركوا اسرة يصفق لها الناس وفي المقابل هناك من كانوا سبباً في \”الطوفان\” وعاشوا وماتوا وبقي خلفهم من يعيشون على حقوق الناس لا تعنيهم اي نتائج في الدنيا والآخرة وهو الفرق ما بين الانقياء والشرفاء وما بين غيرهم والذين خسروا الدنيا والآخرة وقانا الله وإياكم شرور الدنيا وعذاب الآخرة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *