[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحســــون[/COLOR][/ALIGN]

•• كان منظراً – مأساوياً – وصوت ذلك الطفل يملأ صالة المطار معبراً عن رفضه الفكاك -عن خادمته أو هي \”مربيته\” التي تزمع المغادرة إلى بلدها والطفل متشبث بها رافضاً مغادرتها وكانت أمه تحاول أن تثنيه عن كل ذلك دون جدوى.كان الطفل كما يبدو في الثالثة من عمره ملتصقاً بها إلى درجة أن \”رائحة أمه\” لم \”يشمها\” لتسكن في وجدانه ويخضع لها ويستكين عند شمها وأن تلك \”الرائحة\” هي رائحة تلك – العاملة – التي كانت تمثل له الأم في رعايتها وحدبها واهتمامها به فهي تعتني بطعامه وشرابه وتعتني بنظافته وتغيير كل ما يحتاج إلى تغيير في ملابسه .ولا أشك أنه لا ينام إلا في أحضانها والا لماذا فعل كل ذلك في – المطار – وكانت أمه تعيش أسوأ حالاتها كما بدى لي ذلك وأنا أشاهد ذلك الموقف الصعب,كان \”أبوه\” في حالة يرثى لها كأنه يشمت في زوجته التي رفضها إبنها الذي لم يتعرف على \”رائحتها\” عندما أرادت ضمه إليها،كأنه يقول لها ذوقي وبال إهمالك للطفل لقد تركتيه في أحضان غيرك والآن تريدينه يعود إليك.
إن هذه الصورة تكاد تكون مكرورة الحدوث.
فكم من مآسي تحدث في بعض منازلنا من إهمال الأم لأطفالها وتركهم في رعاية العاملات أو حتى المربيات،إنها كارثة غير منظورة الأثر مع الأسف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *