الطريق ليست لك وحدك
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يحيى عبود بن يحيى[/COLOR][/ALIGN]
** لعلك يا قارئي العزيز سمعت وشاهدت وقرأت ما يحدث يوميا بل وكل ساعة وكل دقيقة من كوارث مدمرة وزلازل صاعقة يفقد فيها هذا الانسان كل ثانية او دقيقة فردا من افراد هذا المجتمع الطيب!!
فيموت اناس كثر واكثرهم شباب كان الاهل والوطن يعلقون عليه آمالا كثيرة وكبيرة.
تجده ينزل من داره وبين اهله وهو صحيح الجسم قوي الإدراك يتكلم وبهدوء ينطق نثرا وشعرا فتحسده على عقله وفكره وشبابه.
لكنه عندما يركب السيارة ذات القوة الجبارة التي اخترعها وقومها وسهر على لياقتها أناس آخرون هم للأسف من غير قومنا وللاسف ايضا مضاعفا رغم وجود الجامعات الهندسية في ارضنا.
والسؤال الملح هو: كيف حصل هذا التغير؟ ولماذا تغيرت عقولنا الهادئة والمطمئنة والواعية فور ركوب هذا الانسان \”الجنتلمن\” الى شخص آخر ونفس اخرى فور امساكه لمقود هذه السيارة ووضع رجليه على دواسة البنزين.
وكأن الشيطان الرجيم عليه اللعنة يزيح في لحظة هذا الانسان المسالم من هنيهة إلى شخص آخر له جبروت وقسوة وعنفوان أي \”شيطان رجيم\”!!
هل لأن الناس الآن غيرتهم الحياة أم لأنهم يكسبون ما يقتاتونه عبر حياتهم المعيشية من ارزاق مشبوهة اكسبهم هذا الطيش وذلك الجبروت الذي نشاهده في كل شارع.. ومنعطف؟
فكانت سيرتهم عبر هذه الطرق التي شادتها الدولة بارك الله في جهدها وأعان مسؤوليها على سد الكثير من الفجوات والحفر والمنزلقات.. وهي اي هذه الدولة اضاءت الطرق ووضعت العلامات المرتفعة امام انظار من يسوقون.
وقالت لهم: اهدأوا وانظروا وتمعنوا وتذكروا أن هذه الارض التي اقلتكم الآن وغدا يعيش فوقها اناس آخرون لهم حق السير الآمن والمطمئن.
وهم من يتمنون ويسعون الى ان تكون حياتهم دائما وابدا مستقرة آمنة ومطمئنة وذات بهجة وحبور.. إن هؤلاء خلق من خلق الله لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.. وهي اي هذه الطرقات المخصصة للماشي والراكب غير ان هؤلاء السائقين الآن للاسف يتحدثون بتصرفاتهم وغرورهم وسوء مسلكهم وكوارث وحوادث لا تخطر على بال احد من خلق الله الآمنين والمطمئنين، أقساها الموت السريع الذي يفرق العائلة ويرمل المرأة الآمنة المطمئنة ويجعل الاطفال ايتاما تتلقفهم رياح الحياة المزمجرة والقاسية يمنة ويسرة.
وأخسرها من يعيش فوق الارض مشلولاً لا يدري هو يمشي فوق هذه الارض ام تحتها لفقدانه التوازن النفسي والعقلي.. وكي لا اطيل وكل من يقرأ ويشاهد ويسمع اقول له.. وبصدق وحب: اتق الله اولا في نفسك واهلك ومجتمعك.
فأنت الآن ربما تجد في هذه الدنيا من يساعدك ويغض الطرف عن هفواتك وشطحاتك وغرور نفسك ودعاويك الرخيصة لكنك غداً ستكون لوحدك.. وستقف أمام العادل الاوحد والمنصف المطلع على كل شيء.. ويومها ستشهد عليك جوارحك ونفسك.. فلا تستطيع حينها أن تنكر او تسوف.. فحذار.. حذار وقد أعذر من أنذر.
يا أمان الخائفين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل
جدة – ص.ب 16225
التصنيف: