[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د .رؤوفة حسن[/COLOR][/ALIGN]
يوم الأربعاء الماضي قام مجموعة من المتطرفين بتفجير سيارتين مفخختين في بوابة السفارة الأمريكية في صنعاء .وفي البوابة حراس أمن يمنيين، وأمامها مارة مشاة يعبرون الطريق في ظن بأنه طريق آمن .
في نهاية المطاف قتل كل المهاجمين وهم ستة، وقتل ستة من المدافعين حراس البوابة، وأربعة من العابرين للشارع بينهم رجل وامرأته حديثا الزواج، وطفل صغير وهندية ممرضة في طريقها الى مستوصفها .
وقبل أن ينتهي المساء كان بيان قد صدر بتحمل المسؤولية والمباهاة بالفعلة الشنعاء، باعتبارها فعلا تحذيريا للدولة هدفه إخراج بضعة قتلة من السجن، فإن لم تفعل سيلقى آخرون مصرعهم في بوابات سفارات أخرى .
الحدث في يوم ١٧ رمضان، في وقت يبحث فيه المسلمون الصادقون عن تقبل لصيامهم وعفو من الله على أثامهم .أما هؤلاء فقد دس أحدهم في رؤوسهم أنهم الى الجنة ذاهبون .أي جنة يكون من أجلها الأبرياء قتلى مشتتة أشلائهم في الشارع الآمن؟
بل هو مال حرام اشترى السلاح، ومال حرام طبع كتب الإباحة للقتل، ونفوس ملوثة كذبت على الصغار حتى أشبعت قلوبهم بالضغينة والكره والدمار، فماتوا واهمين وهم في طريقهم الى جهنم .
زكاة التطهير :
بعض الذين ينظٌرون للعنف والقتل وسفك الدماء يعيشون في هذه الجزيرة العربية .والذين يسيرون بعدهم ويملكون المال لتمويل أدوات الدمار التي يحتاجها القتلة، يعيشون أيضا داخل هذه الجزيرة .كما دفع أولئك بأرواحهم ظنا أنها الطريق الى الجنة يدفع هؤلاء أموالهم ظنا أنها تطهيرا لثرواتهم وزكاة عن اكتنازها .
رغم أن هؤلاء الذين ماتوا في الشارع دون معنى أو هدف لهم عائلات هي في الأصل فقيرة، سيزدادن بمن خسروا فقرا على فقر .كانت الزكاة الحقيقية هي خلق فرص عمل لهم بهذه الأموال كي ينشغلوا بفعل صالح، وكي يكفون أسرهم الحاجة .كانت
الزكاة الحقيقية هي كفالة بعضهم في مجالات عمل كي يخرجوا عن دوائر الفراغ القاذفة بهم في محيط اليأس فينتحرون بأحزمة مفخخة على أجسادهم، لأن الحياة والموت صارت عندهم واحدة في الدرب الذي لم يعد فيه مخرج أو أمل .
إنه الفقر والفراغ الذي يدفع الشباب للإنخراط في جماعات مثل هذه، وهو المال الذي يخطئ المسار، عندما يمول أفعال شنعاء كهذه .
الكأس يدور :
الفرجة اليومية على التفجيرات في كل مكان خدرت النفوس ففقدت شعورها بالتعاضد، وصار المسلمين نهبا لضعاف النفوس بينهم، وصار البعض منهم عون على دمار الآخر .فقد الكثير ممن يملكون العلم والمعرفة حس التفرقة بين ما يضر الجميع، عندما أجازوا زعزعة الأمن عند المسلمين الآخرين .
اللهم في هذا الشهر الفضيل، وخواتمه المباركة، أعد العقل الى رؤوس الممولين لحروب الدمار في المدن المسلمة .واللهم انزل السكينة على قلوب المراهقين الشباب الذين يئسوا من رحمتك في الدنيا فاستعجلوا السير الى الجحيم .
[ALIGN=LEFT][email protected][/ALIGN]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *