الطريق إلى «سن الزرافة»

Avatar

محمد الفايدي

سعدت برسالة من وزير «النقلة النوعية» في وزارة الثقافة والإعلام السابق معالي الأستاذ إياد مدني وبرفقها كتابه المعنون «سن زرافة» وقد سمعت عن الكتاب من بعض الأصدقاء قبل وصوله إليّ وكان الحديث المتداول عنه يصب في بعض الاختلاف وبعض الاتفاق على أهمية الكتاب ومحتوياته وهو المثقف الذي أصَّل لمرحلة معينة كانت مهمة وكبيرة وقد مررنا بالعديد من الأحداث الجسام خلال السنوات الماضية.
كل من يقرأ الكتاب يلاحظ تنوعه وعمق أهدافه وطرحه لأفكار غاية في الأهمية وقد تفضل الكاتب المؤلف خلال مراحل حياته في عدة مناصب أضاف إليها أكثر مما أضافت إليه وهو من الطبقة المثقفة الواعية وهو يطرح أفكاره من خلال هذا الكتاب على شكل تساؤلات تنم عن فهم وإدراك لبعض مجريات الأحداث التي مرت بها الحياة الاجتماعية السعودية خلال فترة الثلاثين عاماً الماضية وما تخللها من مواقف وأحداث غاية في الأهمية خاصة اشتراكه في حوار أداره بدر كريم عندما كان نائباً لرئيس تحرير جريدة عكاظ مع بقية المشاركين سمو الأمير سعود بن عبد المحسن ومحمد حسين زيدان وعزيز ضياء حول تحرير المفهوم العام للهجرة .. هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.ثم وفي باب آخر يطرح السؤال الأهم. سؤال الهوية وسؤال آخر هل التنمية هوية؟ .. إن المؤلف الأستاذ إياد مدني قد اطلعنا كقراء على وجه آخر من حياته كمثقف وهو وجه المثقف الذي يستشف من على بعد سير الأحداث ثم يضع لها الأسئلة ثم بعد ذلك بوعي المفكر يجد لها إجابات وإن كان كتابه «سن زرافة» قد أوضح لنا الكثير من عمق الطرح ووجهة النظر ثم طرح السؤال تلو السؤال رغبة في الفهم وسير الأحداث التي أكدت إنها أحداث عاشها المؤلف بكل تفاصيلها الصغيرة والكبيرة وخرج منها بهذا الكتاب الذي وإن قال انه يمثل حالة إلا أنها حالة مطلوبة جداً كإضافة لنعرف من نحن في الفصل الأول وما هي المحددات في الفصل الثاني والعرب والمسلمون في الفصل الثالث وأخيراً وبعد التي تشبه كل السؤالات الباحثة عن إجابات دوماً وأبداً.
لقد توقفت طويلاً عند فصل الهوية إلا أنني بررتها من خلال عمق المؤلف في فهم مجريات الأحداث.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *