[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

العنوان هو مصطلح شعبي قديم يدل على تصرف مستهجن لا يحترم فاعله أحداً حتى و إن صاحب الأسلوب بعض مظاهر الأدب المزيف، يستأنس لهذا التصرف احياناً من يعمل في حلال أبيه فتجده يكذب على العميل بأسلوب إنشائي مكشوف ويكرره بوقاحة لأنه لا يهتم بخسارة العميل ولا يخاف فقدان العمل.
هو نفس الحال عندما يكون الشخص الذي يمارس هذا التصرف مسؤولاً حكومياً، في شركة مساهمة أو نادٍ رياضي، فتجده يقوم بتصرفات ينطبق عليها عنوان المقال ويتشدق أمام الكاميرات وفي المؤتمرات بأكاذيب وهو على يقين بأن هنالك من يعرف أنه يسوف والنتائج تؤكد ذلك، لكنه بسبب عدم اكتراثه تجده الوحيد الذي لا يلقي بالاً لهذه التصرفات لأنه أمن العقاب بل قد يضحك من الكلمة أو يظنها تعني الغراب.
هنالك ممارسات اجتماعية تزيد من حدة وكثرة مرتزقة هذا العنوان وتجعل منهم فرساناً، يأتي على رأسها النفاق الاجتماعي مسبب الانحطاط، الذي تنقلب معه كل الموازين وتتحول بعض مجتمعات ما يسمى بالنخبة إلى أحزاب غير معلنة تحارب بعضها أو تتعاضد لما هو في صالح المتنفذين في كل مجموعة دون أي اعتبارات دينية، أخلاقية أو اجتماعية بالرغم من حمل أكثرهم أرفع الألقاب فيحترفون النفاق.
ولكن يبقى الفرد هو محور كل تطور أو تدهور، هو خلية في المجتمع يستطيع على الأقل حماية نفسه من أن يكون من ممارسي (الضحك على الدقون) يردد ما لا يؤمن به أو يعرف عنه، فالحياة الدنيا مصنوعة لاختبار الفرد الذي يحاسب منفرداً من الفرد الصمد سبحانه الذي أوجده لهذا الاختبار، فلا تجعل أحداً يستأجر عقلك أو يقود فكرك فأنت من ستلحق به السمعة في الحياة والحساب بعد الممات وأنت من يختار أن يكون حراً أم عبداً بحرية.

عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *