الضجيج السمعي ومشاكله

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. فهد عبدالكريم علي تركستاني[/COLOR][/ALIGN]

يعتبر الضجيج أو الضوضاء شكلا من أشكال التلوث بالنسبة لسكان المدن خاصة لأنه يلاحق الإنسان في عقر داره ، ويلاحقه طوال الطريق ، وكثيرا ما يكون رفيقا له بعمله . وقد أصبح الضجيج في عصرنا الحاضر من أكبر عوامل التلوث في الهواء شدة ، وخاصة في المدن حيث تزدحم المدن بأصوات السيارات بشتى أحجامها ، وأنواعها ، مختلطة بأصوات الدراجات النارية وأجهزة الإنذار الخاصة بالشرطة والإسعاف والإطفاء ، مع مزيج فريد من أجهزة الراديو والتلفاز في المحلات العامة ، كل هذا مع مطارق وآلات الحفر التي لا تهدأ . أما في داخل المنزل.فبالإضافة إلى صوت الإذاعة المرئية والمسموعة ، وأجهزة الفيديو ، والخلاطات والغسالات وماكينات الخياطة …الخ .ولقد أثبتت البحوث أن الضجيج الدائم يفعل فعلا سيئا في الجهاز العصبي المركزي فيؤثر على السمع ، وقد ينجم عنه صمم وظيفي ، أو فقدان مؤقت لحدة السمع . وتقاس شدة الصوت عادة بوحدة تسمى \”ديسبيل\” وهي وحدة قياس التفاوت في الشعور بين شدة موجتين ، ويمثل السكون على هذا المقياس الرقم صفر ، وعندما تكون مستويات الضجيج دون 55 ديسبيل ، يتسبب للإنسان عجز على النوم مع ردود فعل تتجلى \”بالصداع ، وتوتر الأعصاب ، والإرهاق\” وخاصة إذا ما وصلت شدة الضجيج حدود 90 ديسبيل ، كما قد يكون الضجيج مدعاة للأمراض الناتجة عن التوتر ، مثل القرحة بأنواعها ، وضغط الدم \”الضغط الشرياني\” كما أن النسب العالية للصوت لها تأثير ملحوظ على الناحية النفسية للإنسان . وللوقاية من أثر الضجيج فقد وضعت أوصاف خاصة للمدن المستحدثة على شكل توصيات ومقترحات منها : ـ أن لا يتجاوز عدد سكان المدينة خمسين ألفا فقط .
– أن تحاط المدينة بحزام أخضر .
ـ أن يزاد من عدد المنتزهات الوطنية لأن لها تأثيرا نفسيا ممتازا سيساعد على تهدئة الأعصاب .
ـ وينصح الفنيون عند تخطيط المدن أن يتم التخصص في المناطق على أساس ما ينتج عن الصناعة من مضايقات للمجتمع الذي تنشأ فيه وأن تراعى اتجاهات الرياح .
كيفية تجنب إحداث الضوضاء:
– احترس مما تسببه من ضوضاء لغيرك، لا تسبب الإزعاج لمن يحيطون بك، فإذا كنت تعاني من ضوضاء الأشخاص الذين يعيشون من حولك، فلتكن أنت من ضمنهم. كن حساساً ومراعٍ للآخرين.
– لا تقم بالأنشطة الحيوية في ساعات متأخرة من الليل، أو إذا كان هناك مريض أو من يذاكر أو ينام.
– اخفض صوت التليفزيون والكاسيت.
– تجنب إقامة الحفلات المزعجة.
– ضمان سلامة ما تستخدمه من أدوات حتى لا تطلق أصواتاً مزعجة.
– لا تزعج من حولك بالحيوانات الأليفة التي تمتلكها.
-عدم استخدام الأجراس أو المنبهات العالية.
– تذكر دائماً:
أ- أن تقلل من الضوضاء الموجودة.
ب- أن تجعلها مقبولة.
ج- أن توقفها وتمنعها علي الفور إن أمكن ذلك.
بالطبع ستتعجب وتسأل نفسك \”هل توجد ضوضاء في البحار والمحيطات أو في الماء بوجه عام\”. توجد ضوضاء بالطبع في الماء لكن الإنسان هذه المرة لن يكون هو الوحيد المتأثر بما تسببه له من مشاكل ولكن تشاركه الكائنات البحرية الجميلة من الأسماك والحيتان. إن صوت الأمواج ممكن أن يكون مصدراً للإزعاج، أو صوت محركات السفن أو حتى صوت بعض الأسماك وإن لم نكن نسمعها. لكن توجد مخلوقات أخرى تتأثر بهذه الأصوات وتسمعها من علي بعد مثل \”الحوت\”، إن الأغنية التي يتغنى بها الحوت مشهورة منذ سنوات عديدة لكنها ليست مجرد أصوات يطلقها، ومن الاعتقاد القوي أن الحوت يستخدم هذه الأغنية لكي يتصل بغيره من الحيتان التي تبعد عنه مئات الأميال. وبازدياد هذه الضوضاء يزداد الخوف من عدم مقدرة الحيتان علي العثور أو الاتصال أو سماع بعضهم البعض الأمر الذي يؤثر علي الهجرة الجماعية لهم ومن ثمَّ مقدرتهم علي التكاثر وتعرضهم للانقراض, سبحان الله هذا الحيوان يتأثر بضجيج الماء فكيف الانسان كم نحن ضعفاء ومساكين أظهرنا هذه الأنواع من التلوث بما صنعت أيدينا يجئنا شاكين باكين فلا حول ولا قوة الا بالله
وقفة : يرتبط التلوث السمعى أو الضوضاء ارتباطاً وثيقاًً بالحضر وأكثر الأماكن تقدماًً وخاصة الأماكن الصناعية للتوسع في استخدام الآلات ووسائل التكنولوجيا الحديثة، فهي وثيقة الصلة بالتقدم والتطور الذي يسعى وراءه الإنسان يوماً بعد يوم.

[email protected]
أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة
رئيس فرع جمعية البيئة السعودية بمكة المكرمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *