** كلنا أو على وجه الدقة بعضاً من الذين عاشوا بداية السبعينات الهجرية في المدينة المنورة يعرفون أنه عند حلول فصل الصيف.. كانت بساتين المدينة التي كانت منتشرة في جهاتها الأربعة تتحول الى حالة من – البهرجة – في تلك الليالي حيث يذهب الكثيرون من أهلنا هناك الى التصيف في تلك البساتين.. فيقال فلان اشترى صيف الهرمية أو البدرية.. أو الأسعدية وكلها أسماء لبساتين.. ويعني هذا أنه اشترى محصولها من الثمار سواء كانت رطباً أو عنباً أو رماناً.. أو حماطاً.. ويقضون أيام الصيف ليلاً ساهراً في اجتماع أسري لا أجمل منه.
وهناك من هم يرغبون أو يفضلون السفر الى مصر وهم قلة.. على أن هناك آخرون يذهبون إلى الشام وفي النادر إلى لبنان.. كان ذلك هو ديدن أهل المدينة المنورة.. الآن لا تسمع أن فلاناً اشترى صيف بستان لأن تلك البساتين كأنها عدمت فزحفت عليها عوادي الزمان من التغير بتلك العمارات والمخططات.. كما أن السفر الى خارج البلاد أصبح أكثر امكانية.. فهذه وجهات السفر الى شرق آسيا.. أو الى أمريكا والى أوروبا شرقيها وغربيها.. والى تركيا وهي وجهات الناس الآن.. ونسأل في غمرة هذا التسابق الذي يعيشه الناس في الرحيل ماذا فعلنا لكي نجعل البعض لا يذهب الى هناك متكبداً مبالغاً مالية قد يكون حصل عليها بالاقتراض.. لنجعله يعيش في هذا الصيف بشكل معقول لا أعرف.
ياه.. على أيام زمان.. وقضاء الصيف في تلك البساتين حيث يتردد صدى تلك السهرات المختلطة بأصوات النغاري والقماري بتلك الأوتار.. تأتيك في تضاعيف صوت المكائن الاخاذ هو الآخر في نفوس المصيفين أيامها!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *