الصمت ليس حكمة
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]
كان الحوار ساخناً.. والجدال صاخباً عن فاعلية مشاركة بعض الشخصيات في بعض المجالس واللجان وعن مدى قدرة هؤلاء على تقديم ما هو مطلوب في تفعيل هذه المجالس وجعلها اكثر انتاجا وحيوية.. والذي على اساسه تم اختيارهم.
اختلف الحاضرون حول هذا الموضوع بين من يرى ان الاختيار قد أخضع لمقاييس محددة اجتهد \”المسؤول\” فيها.. ليس ذنبه ان يكون من تم اختياره ظهر بأنه ليس فاعليا.. فهو طبق عليه كل المقاييس المطلوبة فوجدها تنطبق عليه.
وهذا يذكرني بما قاله احد المسؤولين الكبار بأنه فوجئ بأحد اعضاء \”المجالس\” وقد أمضى مدة طويلة وهو يشارك في اجتماعات المجلس لكنه لم ينطق بكلمة طوال تلك الجلسات فالتفت اليه \”ذلك المسؤول الكبير\” قائلا:
يا فلان اسمعنا صوتك!
هذه الحكاية يبدو انها لازالت ديدن بعض اعضاء المجالس فهم يرون بأن الصمت حكمة.. وان الاستماع فضيلة وهذا صحيح.. لكنه في هذه المواقف لن يكون الصمت حكمة والاستماع فضيلة بل العكس تماماً.. فالعضو ما تم اختياره الا لكي يكون فاعلا.. ومتفاعلا مع ما يطرح امامه من قضايا.. تهم المجتمع.. وتؤثر فيه واذا كان هذا النوع يلوذ بسلبيته \”الى الصمت والاستماع خشية ان يخطئ.. فهناك اناس عكس ذلك تماما فهم مصابون برغبة كبيرة محرضة على الكلام.. في كل شيء.. فهو يتحدث عن \”الذرة\” مع ان الموضوع عن \”فتح\” شارع بسيط.. ويستعرض مخزون معلوماته في الحديث عن مرض \”سارس\” مع ان الحوار يدور حول كيفية الخلاص من \”البطالة\”.
هذان النوعان هما \”بلوى\” كثير من المجالس مع الاسف.
التصنيف:
