الصلوات الخمس والنهر الجاري

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

في الحديث الصحيح شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس بالنهر الغمر الجاري، وشبه اقامة الصلوات بالاغتسال من النهر كل يوم خمس مرات، وشبه محو الصلوات لخطايا المسلم بإزالة النهر الأوساخ التي على جسم المغتسل.
هذا الحديث العظيم الذي نعرفه جميعاً بمعناه وإن لم نحفظه بلفظه يدلنا على حقيقة عظيمة في كيفية أداء الصلوات الخمس من خلال النظر إلى ما يقابلها من المشبه به وهو الاغتسال الذي جاء لفظه في الحديث \”يغتسل\” وهو فعل مضارع يفيد الاستمرار، وزيادة التاء في الفعل تفيد القصد في الفعل، فالاغتسال لا يتم بمجرد إراقة الماء على الجسم، أو الغطس فيه، بل يكون بأخذ وسائله التي تحقق الغرض منه وهو تنظيف الجسم، وكلمة \”الغمر\” في الحديث تدل على كثرة الماء الذي يغمر المغتسل.
وإذا رجعنا إلى الصلوات الخمس التي نغتسل بها وفيها من ذنوبنا وخطايانا نجد أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بالقصد الواعي إلى الصلاة واستحضار وسائلها وأدواتها ولوازمها التي تبدأ بالنية الواعية، والطهارة الكاملة، وحضور القلب، وخشوعه، وطمأنينة الجوارح، واستكمال الاركان والسنن والمستحبات داخل الصلاة وقبلها وبعدها عن القراءة والذكر والدعاء والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه، فبتفاعل مجموع ما ذكر في الصلاة قياماً وركوعاً وسجوداً يتم الاغتسال من الخطايا والذنوب ويتبين أثر الصلاة على المسلم في حياته اليومية من الشعور بالأمن والطمأنينة، والانتهاء عن الفحشاء والمنكر.
أما ما نراه في أنفسنا من عدم التأثر بصلواتنا فلأننا نصلي كمن يغتسل من دون أن ينزع ثيابه، أو يغطس في الماء ويخرج، أو يمر فيه مروراً فيبقى ما على جسمه من أدران كما هي! فهل نغتسل كما ينبغي الاغتسال، وهل نصلي كما ينبغي أن نصلي؟!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *