الصلاة بين الحضور والغياب

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]شمس الدين درمش[/COLOR][/ALIGN]

ما أكثر ما يتابع الانسان الآخرين، ويوجه إليهم سهام انتقاداته في تقصيرهم ناسيا الحكمة القائلة: من راقب الناس مات هماً.
وما أقل ما يتابع نفسه ويراقبها في تصرفاتها الظاهرة تجاه الآخرين فضلاً عن نسيان ذاته بينه وبين ربه.
وهنا تكمن المشكلة، إذ لو انشغل المرء بإصلاح نفسه لصلح الناس، وكيف يصلح الآخرين من عجز عن اصلاح نفسه؟ ويظهر لي هذا الحضور الغائب أو الغياب الحاضر بين ظاهر الإنسان وباطنه لدى المسلم في الصلاة.
فلو نظر كل واحد الى صلاته، وكم الزمن الذي يستحضر فيه قلبه شاهدا صلاته مقبلاً على ربه خاشعاً مخبتاً لرأى من ذلك العجب!
فإن الواحد لا يكاد يعرف ماذا قرأ؟ ويتردد أصلى ثلاثا أم أربعا؟!
أما إذا كان مع الجماعة فإنه يسلم نفسه للإمام ويذوب في الرحلة الجماعية، ويؤدي حركات الصلاة من دون شعور، وينكشف الحضور الجماعي الغائب عندما يخطئ الامام فلا تكاد تجد واحدا ينبهه الى الخطأ، وتعود الى نفسك لتجدها لا تعرف كم أديت من ركعات؟! عندما نكون في اسفارنا ورحلاتنا العائلية نحرص على التيقظ الدائم في قيادة السيارة خشية التعرض لحادث، ونوصي من معنا في المركب بمساعدة السائق على التنبه واليقظة، وهو في حالة الصلاة واجب من يلي الإمام خلفه مباشرة ثم الأقرب فالأقرب.
إن ظاهرة الغفلة في الصلوات فردية كانت أو جماعية هي مؤرقة ومنذرة بالخطر، لأنها انعكاس لحالة الغفلة العامة التي نعيشها، ان الصلاة كونها اهم عبادة يؤديها المسلم بشكل متكرر في اليوم والليلة يجب ان تحظى بأكبر قدر من الحضور الحقيقي قلبا وقالبا، ولكن.. مع الأسف هي أكثر ما تكون عرضة للغياب!.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *