الصفح الجميل وثقافة المستحيل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]اسراء يوسف محاميد[/COLOR][/ALIGN]

في ذروة الشعور بالغضب، وعندما تعترينا تلك القشعريرة التي نترجمها الى ردود فعل سلبية تجاه من أغضبنا… ليس علينا إلا ان نفكر مليا ونضع نصب أعيننا خيارين لا ثالث لهما فإما دوامة انتقام لا راد لها، وعنف أبدي يتوارثه الأجيال، وزعزعة لاستقرار بلدة كاملة.
أو صفح جميل وتسامح وولوج الى حلقة جديدة من حلقات الوصال ونبذ الحقد وارساء محبة…
فأيهما ستختار إن خُيّرت..؟!
أظن ان من به رغبة بحياة كريمة ولديه روح تعشق الحياة لن يختار سوى الخيار الثاني… الذي من شأنه ان يمنع كوارث كثيرة قد تقود اليها دوامة العنف. فالبادئ بالعنف هو شخص فقد بوصلته وسيطرت عليه نزعة الغضب حتى بات يرجم البشر حوله ليخرج طاقته الكامنة في نفسه المختنقة من جراء الضغوط… عله يجد متنفسا لغضبه، أما من يرد عليه بالمثل فهو شخص قد وقف في مفترق طرق واحتار فيم يفعل واي الخيارين الآنف ذكرهما سيختار، مما يعني ان هذا الشخص قادر على التفكير بعقلانية لأن لديه متسع أكبر من الوقت الخالي من الضغط النفسي.!
اذا فنحن نربأ بالشخص (الضحية) ان يكون ذاك المبادر للخير وان يبتر دابر الشر فيصفح ويسمح وللخير يسنح…. فما أجمل ان تصفح وأنت في خضم الغضب…وما أروع ان تسامح وأنت في بركان غضبك القاتم، وإن عاد الباغي بعدها الى عدوانه.. فلا أثم عليك عندها.
أيا كانت الأسباب فلن تكون لصف المعتدي، لكن الصفح عنه سيكون نقطة وعلامة تضاف الى رصيد المعتدى عليه لتمنحه رقيا آخر ومحبة في افئدة البشر كونه اختار أفضل الأمرين.
فكن انت ذاك البطل الذي اختار ان يحتضن من عاداه فيخمد نارا مستعرة ستحرق في طريقها الأخضر واليابس.
وأؤكد لك حينها أنك أنت من سيكون الرابح في معركة الحياة وأنت الذي ستكون قد سطرت معنى جديدا للأمل بغد مشرق أكثر… فكن أنت السباق الى ذلك، إلا دخلنا في دوامة رهيبة قاتلة، أولها ضحية وآخرها أمة منسية في زحام الحياة وتشعب الدروب!!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *