الصرف الصحي بجدة .. تراجيديا الوعود

• بخيت طالع الزهراني

بخيت طالع الزهراني
لا تبدو في الأفق أيّة انفراجة لمشكلة الصرف الصحي بجدة , ولا أحد يعرف بالضبط , كم هو المنجز من المشاريع، وكم المتعثر في هذا الخصوص .. فكل مسؤول مختص يدلي بتصريحات ووعود مختلفة عن الآخر ، ثم تكون النتيجة على الأرض – مع الأسف – أنه كل ما قيل سراب غي سراب , فما تزال وايتات شفط البيارات الصفراء تجوب المدينة ليل نهار، والطفوحات تملأ عدة شوارع، والكثير من المساكن خارج شبكة الصرف القديمة والمحدودة .. (الشبكة لا تغطي سوى 26% من جدة حسب بعض التقديرات).
والحقيقة أنه سبق لنا نحن الصحفيين أن جلسنا مع مدير المياه والصرف في جدة عام 1427هـ .. وقدم أمامنا وعوداً بان آخر توصيلة صرف لآخر بيت في جدة , سيتم ربطها بالشبكة بنهاية عام 1431هـ .. وها قد مر الموعد .. ولم يتحقق الوعد.
الكاتب ” حسن ابو راشد ” كتب في (المدينة 26 ابريل 2016م) قصة لقاء صحفي آخر ضمه مع زملاء له في حضرة المسؤول الاول عن شركة المياه , وقدم لهم ذلك المسؤول وعوداً بأن اخر معاناة في جدة مع الصرف الصحي , ستنتهي بنهاية عام 2015م .. وها هو قد مر الموعد الثاني أيضا .. ولم يتحقق الوعد.
واذا شئت ان تقرأ وعداً ثالثاً ، فقد صرح معالي الوزير السابق م. عبدالله الحصين لـ (الرياض 20 يناير 2011) بقوله : (ان مشاريع الصرف الصحي في جدة سيتم الانتهاء منها في العام 2014).. وها هو الموعد الثالث – حسب متابعاتي – قد زحف .. والوعد لم يتحقق .
واخيرا.. اذا ارت حقيقة مهمة .. فارجع لـ ( مكة 6 شعبان 1435هـ ) لنقرأ هذا العنوان : (85% من مشكلات جدة البيئية سببها الصرف الصحي) .. هذه الحقيقة ليست رأياً انطباعياً أو صادراً من رجل الشارع العادي ، بل هي من متخصص وهو د. عبدالباسط صيرفي، وكيل شؤون البيئة في رئاسة الارصاد.
والخلاصة.. ان السنوات تتراكض ومشروع الصرف الصحي في جدة يسير على ( ظهر سلحفاة ) .. فمتى يكون الخلاص من هذا المسلسل الطويل , من الوعود المرتبكة , والأماني الشاردة ؟ .. هذا هو السؤال , وتلك هي المعضلة .. وذاك بالضبط هو لسان حال أهالي جدة وسكانها .. فماذا لدى من يهمه الأمر ؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *