الصراعات الفكرية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد حامد الجحدلي [/COLOR][/ALIGN]
قدر الأمة الإسلامية أن تعيش هذه الصراعات الفكرية منذ القدم لأسباب جوهرية لاتخف على عقلائها ومعتدليها بينما تزداد شقة الخلاف دون وضع حلول جذرية تحد من هذه النزاعات أحادية الرأي لطرف ضد آخر الأمر الذي أجَّجَ هذه الصراعات وزاد من حالات الاختناقات التي مُورست ضدها وفق أجندة من قبل الآخر وبعض علمائنا في معزل عن هذه الأحداث وليس جُلَّهم وإن جاز للبقية منهم فإن خيارهم كمن يصب الزيت على النار وبالتالي فإن اتساع فجوة الخلاف هي المحصلة النهائية لهذه الصراعات طويلة الأجل التي عكست صورة ضبابية لواقع الحال الذي تعيشه الأمة وتحديداً على الغالبية لعامة المجتمع وليس خاصته الذين من الممكن أن يمتلكوا بدائل تقيهم شر الحاجة بينما الفئة الأخرى هي التي يطولها الأذى وقد ترتكب من الأخطاء ما يَجُرُّهَا للخروج عن المألوف ودفع الثمن باهظا حينما تصل بهم الحاجة للتفريط في قيمها وثوابتها مقابل سد الرمق وعيش الكفاف وهي من القضايا التي لازالت بعيدة عن الطرح بشفافية تتناسب مع النموذج المعاصر لأجيال الأمة الإسلامية التي طالها الفراغ وكان مؤثراً سلبيا في بنائها الفكري واستثمار طاقاتها الشبابية كعامل ايجابي في تنمية الإنسان والأخذ بيده لرفع معدلات الإنتاج والجدوى الاقتصادية.
هذه الأسباب والمسببات التي ابتليت بها أمتنا الإسلامية وزادت من جراحاتها وهدر مقدراتها وضياع وقتها في تلك الصراعات الفكرية الخاسرة جعلت منها أمة تعيش أزمة ثقة مع ذاتها وصراعات مريرة مع من حولها ونظرة دُونِيَّة لمجتمعاتها كما تعيش ازدواجية القرار واحباطات متتالية أفقدتها السيطرة على رسم ملامح مستقبل أجيالها لسنوات قادمة لا يمكنها الخروج من هذه الرؤية التشاؤمية إلاَّ بنهضة تنموية شاملة تعيدها لجادة الطريق وهذه لا تتم إلاّ من خلال قادة الفكر وصناع القرار والاستفادة من تجارب الآخرين وتصحيح مسارات العمل الجمعي برؤية توافقية بعيدة عن لغة الأنا وحماقة الذات والتعصب للرأي الواحد في ظل ثقافة توعية يقود زمامها رموز الإعلام الإسلامي وإمكانيات قادرة على تخطيط خريطة إعلامية تكون بدائل جاهزة للبرامج الفضائية الهابطة التي أثرَّت بصورة مباشرة على فكر وتطلعات أبناء وبنات مجتمعاتنا الإسلامية وساهمت في احتدام هذه الشريحة الشبابية كثروة ذات قيمة معنوية ضد حكوماتها التي جُيِّرتْ بصورة خاطئة كل ما آل إليها حالها لضعف إمكانيات تلك الحكومات وغيابها عن الواقع المعاش وهي أفكار تم تسويقها خارجيا بعناية لتجد بيئة جاذبة داخل المجتمعات الإسلامية تتنامى مع ولادة كل أزمة جديدة خُطط لها لزعزعة الشارع الإسلامي وسُلِّطت عليها أبواق الإعلام المعادي.
التصنيف: