الصخرة وأقزام البالوكا
جمعان الكرت
ليس عنوانا لرواية مثيرة بل هو عنوان لمحاضرة ثقافية نظمها النادي الأدبي بالباحة للدكتور / علي بن عثمان الزندي عضو هيئة التدريس بجامعة الباحة والتي ألقاها ضمن فعاليات مهرجان الربيع بمحافظة المخواة الأسبوع الفائت ولامس المحاضر الإشكالية المفتعلة بين الدين والعلم مؤكداً في سياق حديثه عظمة الدين الإسلامي وصلاحيته لكل زمان ومكان إلا أن هناك ثمة مشكلة في بعض الممارسات التي تخضع لعادات وتقاليد المجتمعات, ويظن البعض أنها أعمال دينية. وسرد المحاضر الأسباب التي أدت إلى نمو الدولة الإسلامية في العهد العباسي وهو انكباب العلماء – بتشيع وتحفيز من الحكام – إلى ترجمة الفكر اليوناني والروماني والاستفادة من الصالح ورفض الطالح منعطفاً في حديثه إلى الحضارة الفكرية والثقافية التي سادت في بلاد الأندلس لتكون مشكاة نور ومعرفة للدول الأوربية التي كانت تعاني وقتها من جهل وظلام .
وعاد المحاضر ليناقش محور محاضرته ليتيح للحاضرين طرح تساؤلات مفتوحة .
ويتفق الكثيرون بأن الفكر والعلم والمعرفة حق مشاع لجميع شعوب العالم, لأنه عمل جماعي \”ثقافة جمعية \” كما أن الفكر قابل للنمو وأيضا قابل للضمور, إلا انه لايموت حتى في أردأ عصور التخلف والانحطاط .
الفكر قابل للانتقال \” أي قابل للتصدير والاستيراد إلا أن أساليب الاستفادة تتفاوت من مجتمع لآخر .. فمثلاً ثورة التقنية الحديثة نلحظ أن بعض الدول خصوصاً في جنوب شرق آسيا والتي أطلق عليها \” النمور السبعة \” استطاعت أن تفك رموز التقنية الحديثة التي تراها بعض الشعوب معضلة ..حتى مدينة \”بلغنر\” الهندية نجحت في استقطاب أبرز الشركات العالمية في البرمجة الحاسوبية لتصبح هذه المدينة الهامشية تنافس طوكيو ونيويورك في إنتاج وتصدير المعرفة الحاسوبية.
السؤال الجارح هل تكف الترجمة لنقل الفكر أم أن هناك جوانب أخرى واقصد بذلك تحويل التعليم إلى مضان للفكر والابتكار والإبداع؟
فالمشهد العالمي حالياً يشهد انفجارا معرفياً وتقدماً تقنياً .. وليس هناك أي حواجز أمام هذا التنامي الحضاري والامتداد المعرفي ليس هناك حواجز دينية أو جغرافية .. المشكلة تكمن في إمكانية استيعاب وهضم وتطوير المعرفة, والمعرفة لا تأتي إلا بالاهتمام بالتعليم لأنه أساس الحضارة لأي مجتمع .
اشكر المحاضر الدكتور / علي الزندي الذي حفز تفكير الكثيرين بأسلوبه الشيق وفكره الواعي ،واشكر الحضور الكريم من أبناء محافظة المخواة وتواجد العدد الكبير منهم يتم عن ارتفاع نسبة الوعي لدى سكان هذه المحافظة.
فقيد المخواة
فقدت محافظة المخواة الأسبوع الماضي أحد أبنائها وهو الشاعر الأستاذ بلغيث عبد الله العمري الذي عمل في فترة ماضية رئيسا للجنة التأليف والنشر بنادي الباحة الأدبي,وقد عملت مع فقيد المخواة سنوات كانت حافلة بالود والخلق الحميد منه – يرحمه الله- وواجب على النادي الأدبي بالباحة تكريمه من خلال تنظيم أمسية ثقافية يشترك نخبة من المثقفين والنقاد وأصدقائه للحديث عما تميز به بلغيث العمري من خلق كريم وشاعرية جميلة ,وفي هذا المقام ندعو الله عز وجل أن يرحمه وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر الجميل وإنا لله وإنا إليه من الراجعون.
التصنيف: