الصحفيون في السابق والآن

• علي محمد الحسون

•• كنا في بداية “خربشتنا” في هذا العمل المضني لا يخطر على بالنا أين سوف يقذف المسؤول في الصحيفة بما كتبنا هل في الصفحة الثانية او أي صفحة داخلية اما الاولى والاخيرة فهذه لن تصل احلامنا اليها .. أضف الى ذلك لا نتوقف امام عدم .. انزال .. اسم أحدنا على الخبر او التحقيق اما الصورة فهذه تكاد تكون من المستحيلات .. لقد دخلنا هذا المجال وفق معايير قاسية بل شديدة القسوة .. كان اساتذتنا يومها لا يقبلون منا ان نقدم تحقيقا دون ان نكتب مقدمة ذلك التحقيق وعناوينه .. وذلك حرصاً منهم على تدريبنا .. وعلى معرفة خفايا العمل ويقوم بالتعديل والحذف والاضافة .. ويطلب منك ان تقرأ ما كتبت بعد النشر لتعرف الفارق بين ما قدمته وما نشر.
لهذا وجدت قدرات صحفية لها حضورها المميز : الآن لا يوجد هذا – السلوك – فالصحفي الناشئ يعتمد على هذه الوسائل – الاتصالية – ويدخل الى ما يسمى – بالمعلم – قوقل – فيأتيه الموضوع متكاملا وكل ما يفعله التدخل بحذف سطر من هناك واضافة جملة – ركيكة – من هناك او يشترط على ان يكون موضوعه او حتى خبره في صفحة معينة مثلا – ملونة – او الاخيرة او حتى الاولى. اما سقوط اسمه فهذا هو الكارثة.
لهذا لا ارى قدرات صحفية لها سطوتها في الفن الصحفي .. قد يكون هناك كتاب لهم قدرتهم على الدخول في عالم – الكتابة – بكل “انواعه” فني أدبي اجتماعي هذا واضح .. لكن كصحفيين مبدعين هذا لا يوجد منهم الا قلة نادرة جداً.
هذا ما قلته لاحد الزملاء عندما سأني قائلا لماذا لا نرى صحفيين بحق كما كان في السابق.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *